تُوّج تعيين الرئيس التوغولي فاور غناسينغبي كوسيط للاتحاد الإفريقي في الأزمة التي تمر بها جمهورية الكونغو الديمقراطية (RDC)، مسيرته المستمرة في خدمة السلام والاستقرار في إفريقيا. هذا الاختيار ليس عشوائيًا، بل يعكس اعترافًا قاريًا بقائد هادئ لكنه حازم، نجحت دبلوماسيته الهادئة في تفادي العديد من النزاعات أو التخفيف من حدّتها بحكمة.
على مدى السنوات الماضية، برز الرئيس فاور غناسينغبي كفاعل محوري في منع وحل النزاعات الإقليمية. وقد تمكن من بناء علاقات قوية مع نظرائه الأفارقة، قائمة على الاحترام المتبادل، والحياد، وروح الحوار. وبفضل قيادته، عززت توغو صورتها كدولة مستقرة ومنصة للحوار في بيئة إقليمية كثيرًا ما تتسم بعدم الاستقرار.
ويحمل الرئيس التوغولي إلى هذه المهمة خبرة ثمينة وموقفاً متوازناً. ففي ظل السياق المعقد الذي تعيشه جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تسود توترات أمنية متواصلة، فإن قدرته على الاستماع، ونهجه الشامل، ودبلوماسيته القائمة على القرب من الأطراف، ستكون عوامل حاسمة لإعادة جميع الجهات إلى طاولة الحوار. فهو يجسد جيلًا جديدًا من الوسطاء الأفارقة الذين يؤمنون بالسيادة والتكامل الإقليمي، وبأن الحلول الأفريقية هي الأجدر بمواجهة التحديات الأفريقية.
ويؤكد هذا الدور الذي أسند إليه من قبل الاتحاد الإفريقي الثقة الكبيرة التي يضعها فيه نظراؤه. كما يعكس إدراكًا واسعًا لمسؤوليته، والتزامه بخدمة السلام، وتمسكه بالقيم البان-أفريقية. إنها شهادة على مصداقية تتجاوز حدود توغو، وتُبرز لومي كلاعب استراتيجي في الدبلوماسية الإفريقية.