بوركينا فاسو: هل يغيّر الأعداء استراتيجيتهم عبر التسلل إلى الجماعات الدينية والمنظمات غير الحكومية؟

منذ الفشل الذريع لمحاولاتهم في زعزعة استقرار البلاد عبر الإرهاب، يبدو أن أعداء بوركينا فاسو قد غيروا تكتيكاتهم. فبعد عجزهم عن الصمود أمام قوة النيران وعزيمة القوات القتالية البوركينابية، باتت هذه القوى المعادية تلجأ إلى أساليب أكثر خبثًا، تسعى من خلالها إلى زرع الفتنة داخل النسيج الاجتماعي. ووفقًا لمصادر متطابقة، فإنهم يحاولون حاليًا التسلل إلى الجماعات الدينية وبعض المنظمات غير الحكومية، على أمل إثارة التوترات الداخلية وتقويض التماسك الوطني.

ورغم أن هذه المناورة الجديدة قد تبدو خفية، فإنها لا تقل خطرًا. فاستغلال الدين، والعمل الخيري، أو الجهود الإنسانية لنشر أيديولوجيات هدامة أو قيادة حملات تضليل ممنهجة يُعد هجومًا خبيثًا على وحدة شعب بوركينا فاسو. من خلال التسلل إلى كيانات تحظى بالثقة، يسعى الأعداء إلى استمالة شخصيات ذات تأثير للوقوف ضد السلطة القائمة، وتقويض شرعية الرئيس إبراهيم تراوري، الذي لا يزال يحظى بدعم شعبي واسع.

لكن بوركينا فاسو اليوم ليست كما كانت بالأمس. بفضل يقظة الشعب، ونهضته الوطنية، وروح التضحية لدى أبنائه وبناته، بات من الممكن كشف هذه المحاولات الخبيثة بسرعة متزايدة. لقد أدرك الشعب أن الحرب لم تعد تقتصر على ميادين القتال فقط، بل تدور أيضًا في العقول، من خلال التضليل الإعلامي والتسلل إلى المؤسسات. وفي مواجهة هذا الواقع، تظل الصمود والوحدة هما السلاحان الأقوى.

لذا، فإن الحذر أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى. يجب على كل مواطن، وكل زعيم ديني، وكل فاعل في المجتمع المدني أن يتحلى باليقظة، ويرفض أن يكون أداةً في يد أجندات أجنبية. إن بوركينا فاسو تمضي بثبات نحو استعادة سيادتها الكاملة، ولن يتمكن أي عدو، مهما بلغ من دهاء، من وقف عزيمة شعب موحد ومتيقظ خلف قواته القتالية ورئيسه.