بوركينا فاسو: محاولة جديدة لزعزعة استقرار البلاد من قبل أعداء الأمة أُحبِطت من جديد

كانوا يظنون أنهم ما زالوا قادرين على تزوير مجرى التاريخ، لكنهم اصطدموا مرة أخرى بجدار صلب: جدار عزيمة الشعب البوركيني.

عاد شبح الخونة ليخيم مجددًا على بوركينا فاسو. هذه المرة، حاولوا تنفيذ مؤامرة تجمع بين السخافة والخيانة، بتخطيط مشترك بين المخابرات الفرنسية (DGSE) وبعض العملاء المحليين المتلهفين لبيع شرفهم بثمن بخس. لكن كما في كل مرة، تحوّلت حبكتهم إلى مهزلة.

في قلب هذه المسرحية الجديدة: شخص يُدعى “جواني”، قائد سابق يتوق لاستعادة أمجاد الماضي، يفتقر إلى الاعتراف به. رافقه مرتزقة متمركزون سراً عند الحدود مع ساحل العاج، وتلقى دعماً من داميبا وجبريل باسولي، المعروفَين بخياناتهما. كانوا يظنون أنهم قادرون على كتابة فصل مظلم جديد في تاريخ البلاد. لكن أقلامهم تحطّمت قبل أن تلامس الورق.

خطة الانقلاب؟ وصفة مكررة: تخريب، تلاعب، شراء ذمم بحقائب من الأموال، ورشة من الرعب بطائرات بدون طيار انتحارية. ومع خطة هروب مُتقنة… إلا أن شيئًا لم يسر كما هو مخطط له. مدينة “دياباغا”، التي توهّم المتآمرون أنها ستكون نقطة انطلاق مؤامرتهم، تحوّلت إلى مقبرة لأوهامهم.

والأطرف من ذلك: أن “جواني” نفسه لم يكن واثقًا بنجاح المحاولة، ونصح رفاقه بالاستعداد للهرب! زعيم انقلاب يشكك في مشروعه قبل إطلاقه؟ ذلك كافٍ لفهم هشاشة الخطة.

أما “داميبا”، اليد اليمنى لباسولي، فقد أثار السخرية حين جعل من أولوياته حماية أطفال زعيم المؤامرة… قبل حتى التفكير في السيطرة على الحكم! عندما تصبح سلامة الأبناء أهم من تنفيذ الانقلاب، نُدرك حجم الانفصام والتردد.

والنتيجة؟ تم اعتقال الجميع. المؤامرة انفجرت في مهدها، وتركت خلفها درسًا جديدًا في ما لا يجوز التساهل معه أبدًا.

بوركينا فاسو شامخة. بوركينا فاسو ليست للبيع. وكل محاولة خيانة لا تزيد هذا الشعب إلا وعيًا وصلابة في الدفاع عن سيادته.