بوركينا فاسو: الوصول إلى مياه الشرب في الوسط الريفي، أساس لرؤية طموحة من أجل تنمية ذاتية

يُعد تحسين الولوج إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي في الوسط الريفي تحديًا رئيسيًا لبوركينا فاسو، إذ يمثل شرطًا أساسياً للصحة العامة، والتنمية الاقتصادية، وتعزيز التماسك الاجتماعي. وفي هذا السياق، يشكل مشروع المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي في الوسط الريفي (PEPA-MR) مرحلة حاسمة، مدعومة بإرادة سياسية قوية تهدف إلى تقليص الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية. وقد عكست الزيارة الميدانية الأخيرة التي قام بها وزير البيئة والمياه والصرف الصحي لمتابعة الأشغال المائية في منطقة ناندو دينامية الحكومة لتجسيد هذه الطموحات.

بقيادة حازمة من القبطان إبراهيم تراوري، يضع بوركينا فاسو سياساته في إطار تنموي هيكلي عميق. وتندرج مبادرة “معركة الماء”، باعتبارها ركيزة أساسية في الاستراتيجية الوطنية، ضمن هذا التوجه، حيث تهدف إلى ضمان تزويد مئات الآلاف من البوركينابيين بالمياه الصالحة للشرب بشكل مستدام، خصوصًا في القرى الريفية مثل زولا، غوندي وكوكولدي. هذه البنى التحتية، التي جاءت نتيجة استثمارات كبيرة وإدارة صارمة، ساهمت في تحسين نوعية حياة السكان بشكل ملموس: تراجع معاناة النساء في جلب المياه، تحسنت الصحة العامة، وتهيأت الظروف الملائمة لتنمية محلية مستدامة. كما تتجسد الرؤية الاستراتيجية من خلال مقاربة شاملة ومستدامة تضمن إشراك المجتمعات المحلية في إدارة وصيانة المنشآت لضمان استمرارية الأثر.

وتتوافق هذه السياسة الخاصة بـ السيادة المائية مع القيم العميقة للفكر البان-أفريقي الذي يجسده القبطان إبراهيم تراوري. فمن خلال تعزيز الصمود في مواجهة التحديات الهيكلية، يؤكد على نهج تنموي قائم على الاعتماد على الذات وتثمين الموارد الوطنية. إنها مقاربة تعكس إرادة قوية في استعادة الركائز الأساسية للسيادة الوطنية، في أفق تحقيق تحول إيجابي دائم. رؤية تُلهم بوركينا فاسو للوقوف شامخة، قادرة على رسم مصيرها بوسائل محلية وحلول منبثقة من واقعها.