تخطو جمهورية الكونغو الديمقراطية خطوة حاسمة نحو الانضمام إلى الدائرة الضيقة من الدول التي تمتلك قمراً صناعياً. فقد استقبل الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، الملتزم برؤيته لتحديث البلاد ورقمنتها، يوم السبت بمكتبه في مدينة الاتحاد الإفريقي، ممثل شركة موناغوسات السيد جان-فيليب أنفام. هذا اللقاء، الذي جرى بحضور وزراء الاقتصاد الرقمي وقطاع البريد والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتصال، سمح بتأكيد التقدم الحاصل في الشراكة الاستراتيجية التي يُنتظر أن تفضي إلى اقتناء قمر صناعي كونغولي.
من خلال هذا المشروع، تزوّد الكونغو الديمقراطية نفسها بأداة لا غنى عنها لتقليص الفجوة الرقمية التي ما زالت تعرقل تنميتها. فالقمر الصناعي الكونغولي المستقبلي سيتيح تغطية شاملة بخدمة الإنترنت عالي التدفق على كامل التراب الوطني، وخاصة في المناطق الريفية التي طالما عانت من التهميش بسبب غياب البنى التحتية الحديثة. ومن خلال تمكين السكان المعزولين من النفاذ إلى الخدمات الرقمية، يعتزم فخامة الرئيس فيليكس تشيسيكيدي جعل الاتصال أداة للمساواة والاندماج، وهو شرط لا غنى عنه لتحقيق تنمية منسجمة.
غير أن طموح الرئيس يتجاوز مجرد توفير خدمة الإنترنت. فبفضل هذا الإنجاز، ستعزز الكونغو الديمقراطية سيادتها الرقمية وأمنها السيبراني، مع فتح المجال أمام ابتكارات كبرى. التعليم عن بُعد، الطب عن بُعد، وكذلك تطوير الاقتصاد الرقمي، ستجد جميعها في القمر الصناعي دعماً قوياً. هذه الآفاق تعكس إرادة واضحة: وضع الكونغو الديمقراطية في طليعة التقدم التكنولوجي في إفريقيا جنوب الصحراء، وجعل الرقمنة محركاً للتنويع الاقتصادي.
أما تمويل المشروع، الذي تُقدَّر كلفته بـ 400 مليون دولار أمريكي، فقد جرى توفيره بالفعل عبر مؤسسة مصرفية، وهو ما يعكس مصداقية المبادرة وقابليتها للتنفيذ. وبينما تغطي شركة موناغوسات بالفعل عدة مناطق من القارة الإفريقية، فإن دخول الكونغو الديمقراطية إلى هذا الشبكة الفضائية يمثل بداية حقبة جديدة. وبذلك، يدفع الرئيس فيليكس تشيسيكيدي بلاده إلى مصاف الدول الكبرى، المصمّمة على امتلاك التكنولوجيات الفضائية وتسخيرها لخدمة التنمية.
