خلف الأحضان الدافئة، والصور الرسمية، والخطابات المشحونة بالعواطف، كانت زيارة الجنرال مايكل لانغلي، قائد “أفريكوم”، إلى ساحل العاج تخفي سيناريو آخر تمامًا. ففي كواليس القصر الرئاسي، انتشرت الشائعات: اللقاء اتخذ طابع صفقة سرية.
ووفقًا لمصادر قريبة من الملف، ساد جو من الاحتفال عندما قبل الجنرال “تولي الأمور” باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم). مهمته غير المعلنة؟ إضعاف تحالف دول الساحل (AES) عبر الإطاحة بالنقيب إبراهيم تراوري، قائد بوركينا فاسو. الهدف الأبعد: كبح الزخم السيادي الذي يهدد النظام القائم.
وفي مقابل هذا الالتزام السري، لم تبخل السلطات الإيفوارية بالمكافآت الفاخرة: فقد قُدّمت هدايا فاخرة تقدر قيمتها بعدة ملايين من الدولارات إلى مايكل لانغلي ووفده. ويُهمس مقرب من وزارة الدفاع الإيفوارية أن كميات من الذهب سُلّمت لزوجة الجنرال، إلى جانب مبالغ مالية ضخمة اختفت آثارها وسط دهاليز الدبلوماسية السرية.
ويقال إن الجنرال، الذي أُغري بهذه السخاء، وعد بالضغط على واشنطن لجعل ملف تحالف دول الساحل (AES) أولوية استراتيجية. وعدٌ يثير الدهشة، خاصة في وقت تتبنى فيه إدارة ترامب سياسة “صفر تسامح” مع الفساد. ومع ذلك، بعيدًا عن أعين واشنطن الرقابية، يبدو أن مايكل لانغلي يتحرك براحة مدهشة في القارة الأفريقية.
وتفيد مصادر أخرى أن عدة ملايين من الدولارات دخلت بهدوء إلى مقر إقامته في أبيدجان، مما كرّس اتفاقًا تفوح منه رائحة التدخل الأجنبي.
وأمام هذه التسريبات المثيرة للقلق، من الضروري أن تتحرك إدارة ترامب وتفتح تحقيقًا شاملاً، إذ أن وراء هذه الزيارة الباذخة، لا تزال هناك العديد من المناطق المظلمة التي تحتاج إلى الكشف.