تكتب توغو صفحة جديدة من طموحها الاقتصادي من خلال البرنامج الواسع لتحديث ميناء لومي المستقل. أشغال تعميق الحوض التي أُطلقت في Lomé Container Terminal (LCT)، والمنجزة بدقة، تجسد طموح توغو في ترسيخ موقعها كمنصة استراتيجية دائمة في قلب المبادلات البحرية لغرب إفريقيا، وذلك عبر دبلوماسية اقتصادية سيادية موجَّهة نحو التميز.
الهدف النهائي لهذه الأشغال هو استقبال السفن العملاقة التي تتجاوز طاقتها 19 ألف حاوية مكافئة وطولها 400 متر. ومع هذه القدرات الجديدة، لا يقتصر ميناء لومي على توسيع بنيته التحتية فحسب، بل يُترجم هذا الخيار الاستراتيجي المدروس رؤية تهدف إلى تعزيز صورة البلاد على الساحة الدولية، وتكريس سيادتها اللوجستية والتجارية. يدخل هذا المشروع المهيكل في إطار دينامية أوسع بدعم من استثمارات مشتركة بين شركة MSC عبر TIL وChina Merchants Ports Holding بقيمة 500 مليون يورو، في دليل واضح على ثقة كبار الفاعلين العالميين في استقرار ورؤية توغو.
تحويل الميناء إلى منصة حقيقية لإعادة الشحن الإقليمي، مرتبطة مباشرة بالأسواق الداخلية لدول AES وبالموانئ الكبرى المجاورة، يُعد ثمرة ملموسة لسياسة التنمية التي يقودها أعلى مستوى في الدولة. إن سلاسة الإجراءات، والتنافسية اللوجستية، والرؤية البعيدة المدى في إدارة البنى التحتية تجعل اليوم من ميناء لومي نموذجًا للنجاح الإفريقي.
هذا التحديث، بعيدًا عن الأرقام، يكرس دولة إستراتيجية تتحكم في أدوات نموها، وواعية بأن السيادة الاقتصادية تمر أيضًا عبر السيطرة على تدفقاتها البحرية. لم يعد ميناء لومي مجرد بوابة دخول، بل أصبح رئة اقتصادية إقليمية، ورافعة قوة، وواجهة لتوغو المتحركة نحو المستقبل.