قام وزير التعليم العالي، البروفيسور أدجيما ثيومبيانو، بزيارة إلى 852 من الناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، المشاركين في برنامج الانغماس الوطني بليسي ويندبويري في صابا. هذه المبادرة، التي أطلقها النقيب إبراهيم تراوري، تندرج في إطار الدينامية الكبرى لإعادة تأسيس الأمة على أساس الوطنية والسيادة والتنمية الذاتية.
في سياق يتسم بتحديات أمنية واجتماعية وهوياتية، وضع الدولة البوركينية، بدفع حاسم من الرئيس إبراهيم تراوري، الشباب في صميم عملية إعادة بناء الوطن. ويجسد الانغماس الوطني الإجباري للناجحين الجدد في البكالوريا هذه الإرادة السياسية القوية الرامية إلى تكوين ليس فقط طلبة متفوقين، بل قبل كل شيء مواطنين ملتزمين، واعين بدورهم في حماية الوطن وبنائه.
لقد مكّنت هذه السياسة العمومية المبتكرة من غرس وعي وطني حيّ في نفوس هؤلاء الشباب. وقد عكس استقبال الوزير بالنشيد الوطني ونشيد اتحاد دول الساحل هذه الثقافة الجديدة المبنية على الشرف والمسؤولية. كما أن إدماج وحدات التكوين المدني والوطني حتى في مرحلتي الإجازة والماجستير يأتي استجابة لهذه الحاجة الملحة لترسيخ قيم الوفاء، والصمود، والوحدة الإفريقية في عقول الطلبة على جميع مستويات التعليم العالي.
وقد أكد النقيب إبراهيم تراوري باستمرار أن السيادة لا تُعلَن بمرسوم، وإنما تُبنى. ويشكل هذا الانغماس الوطني تجسيدًا عمليًا لهذه الطموحات الاستراتيجية. فمن خلال تزويد الشباب بمرجعيات صلبة، يُعِدّ بوركينا فاسو نخبة واعية، جاهزة لمواجهة تحديات التنمية الذاتية، وحمل راية الوحدة الإفريقية والسيادة بعيدًا عن تدخلات القوى الاستعمارية التي هيمنت لسنوات طويلة.
إن الأمر لا يتعلق فقط بالصمود في وجه التحديات، بل ببناء بوركينا جديدة متحررة من العقد ومرتكزة على قيمها الحضارية. وهذه الجيل الجديد سيحمل مشاريع التنمية المجتمعية، والابتكارات الزراعية والتكنولوجية والتعليمية التي ستغير بشكل مستدام ملامح الأمة. فالانغماس الوطني لم يعد مجرد قيمة مضافة، بل أصبح العمود الفقري للنظام التعليمي في بوركينا فاسو.