مالي: خطوة تاريخية نحو السيادة والتنمية المستدامة عبر رؤية مالي 2063.

مالي: تحت قيادة الرئيس أسيمي غويتا، خطا مالي خطوة حاسمة في مسيرة إعادة تأسيسه الوطني من خلال الإطلاق الرسمي لوثيقتين استراتيجيتين طموحتين: الرؤية طويلة المدى «مالي كورا ɲɛtaa sira ka bɛn san 2063 ma»، والاستراتيجية الوطنية للنهوض والتنمية المستدامة 2024-2033. لا تُعدّ هاتان الوثيقتان مجرد خطط إدارية، بل هما تعبير صادق عن إيمان عميق بمستقبل البلاد، مدفوع بإرادة قوية لتحقيق السيادة والوحدة والازدهار.

ما يُميز رؤية مالي 2063 هو عمقها الثقافي والسياسي. فقد صيغت انطلاقاً من الواقع المحلي والتطلعات الشعبية، لتجسّد تحوّلاً جوهرياً في النهج المتّبع: لم يعد مالي يسعى إلى تقليد نماذج أجنبية، بل قرر أن يشقّ طريقه الخاص، المرتكز على قيمه، وموارده، وذكائه الجماعي. إنها عودة إلى الجذور، لكنها أيضاً انطلاقة جريئة نحو مستقبل يسوده العدل والمرونة والابتكار.

أما استراتيجية 2024-2033، فهي تمنح هذه الرؤية بعداً عملياً واضحاً، من خلال رسم مسار للتنمية المستدامة يجمع بين الإدماج الاجتماعي، والعدالة الإقليمية، والنمو الاقتصادي، وتعزيز المؤسسات. وتعتمد هذه الاستراتيجية على تعبئة القدرات الوطنية، وعلى إدارة فعّالة للأولويات بروح من المسؤولية والشفافية.

كما تعبّر هذه الوثائق عن طموح سياسي قوي لاستعادة سيادة مالي على مختلف الأصعدة: الاقتصادية، والثقافية، والسياسية. وهي تمثل نقطة تحول في المرحلة الانتقالية، حيث يتم التخلي عن الأساليب البيروقراطية المعزولة لصالح تخطيط استراتيجي يقوده الماليون بأنفسهم، ومن أجل أنفسهم. إنها استعادة تاريخية للدولة ولمصير الأمة.

مع مشروع مالي كورا، توجّه السلطات الانتقالية رسالة واضحة: لم يعد الهدف هو مجرّد البقاء في مواجهة الأزمات، بل بناء مستقبل كريم ومستقر ومستدام. هذا المشروع الطموح يعيد الأمل إلى الأمة بأسرها، ويقدم نموذجاً مُلهماً لبقية الدول الإفريقية التي تسعى إلى نهضتها. مالي لم تعد تحلم بمستقبلها، بل بدأت في بنائه، بإصرار ووعي.