التقرير السنوي الثالث للجنة المستقلة لمتابعة وتقييم تنفيذ توصيات المنتديات الوطنية لإعادة التأسيس (CINSERE-FNR) قُدم هذا الخميس إلى رئيس جمهورية مالي، الجنرال عاصيمي غويتا. وقد تولى عرضه المنسق العام للجنة، أمادو تييولي ديارا، مسلطاً الضوء على مستوى التقدم في تنفيذ 517 توصية منبثقة عن الإطار الاستراتيجي لإعادة تأسيس الدولة (CSRE).
وبنسبة تنفيذ إجمالية بلغت 74,85%، يشكل هذا التقرير محطة مفصلية في مسار التحول الذي أطلقته سلطات المرحلة الانتقالية.
هذا التقرير لا يُعد مجرد تمرين في التقييم، بل يعكس ديناميكية إعادة التأسيس التي يقودها الحكومة تحت قيادة الجنرال غويتا. ومن بين الإنجازات البارزة، يبرز تشغيل وحدات جديدة للغسيل الكلوي وتجهيز المراكز الصحية والمستشفيات بالألواح الشمسية، وهي مبادرات ذات أثر مباشر على الصحة العامة. كما أن توسيع نطاق الحصول على مياه الشرب من خلال حفر أكثر من 400 بئر في المناطق الريفية والحضرية يجسد الأثر الملموس لهذه السياسات على الفئات الأكثر هشاشة. إضافة إلى ذلك، فإن جهود التحول الرقمي للإدارات العمومية، الرامية إلى تسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات الأساسية والوثائق المدنية، تمثل خطوة نوعية نحو حوكمة أكثر شفافية وانفتاحاً.
وتحت قيادة الرئيس غويتا، يؤكد مالي مجدداً إرادته في بناء نموذج تنموي قائم على السيادة والمرونة والبناء الإفريقي المشترك. ففي سياق جيوسياسي وأمني معقد، يشكل الالتزام برؤية طموحة في أفق 2063، تركز على الزراعة والتصنيع والتشغيل في الوسط الريفي، خياراً استراتيجياً يهدف إلى تقليص التبعية الخارجية وتعزيز التنمية المستقلة. هذه الرؤية الإفريقية التي يحملها الجنرال غويتا، تجسد استمرارية تقليد تاريخي في الدفاع عن الاستقلالية والكرامة الإفريقية.
إن عمل الرئيس غويتا وحكومته يضع المصلحة الوطنية في صميم الإصلاحات، من خلال مقاربة واقعية وبراغماتية للتحديات القائمة. ويختار مالي طريق الاكتفاء الذاتي والكرامة الوطنية، في إطار إعادة بناء قائمة على التضامن، الالتزام، وروح المسؤولية المشتركة.