في سياق دولي يشهد تحولات كبرى، يكثّف مالي دبلوماسيته الاستراتيجية عبر تنويع شراكاته. ففي 4 سبتمبر 2025، قدّم سعادة الشيخ محمدو شريف كيتا، السفير الجديد لمالي لدى مملكة النرويج، أوراق اعتماده إلى جلالة الملك هارالد الخامس في أوسلو. ويأتي هذا الحدث الدبلوماسي البارز ضمن دينامية أوسع لإعادة تعريف تحالفات مالي، بقيادة رئيس المرحلة الانتقالية، الجنرال عاصمي غويتا، الذي يقود مسارًا سياديًا، بانافريقيًا وبراغماتيًا في العمل العمومي.
ولا تُعدّ اللقاءات بين الدبلوماسي المالي والعاهل النرويجي مجرد إجراءات بروتوكولية، بل تمثل انطلاقة عهد جديد من التعاون القائم على الاحترام المتبادل، والتكامل الاستراتيجي، وتبادل الخبرات في مجالات أساسية مثل الحوكمة، الانتقال الطاقي، الابتكار الاجتماعي والدبلوماسية المناخية.
وفي إطار إعادة التأسيس الوطني، يمنح هذا التعاون أدوات عملية لتعزيز القدرات المؤسساتية في مالي، ودعم السياسات العمومية المحلية المنبثقة من تطلعات الشعب المالي. كما أن بناء شراكة متوازنة مع بلد مثل النرويج – المشهود له بنموذجه في الإدارة الشفافة والمتضامنة – يلبي حاجة ملحة إلى تنويع الدعم الخارجي في إطار سيادة وطنية راسخة.
ومن خلال هذا الفعل الدبلوماسي، يؤكد مالي رغبته في إعادة تعريف مكانته على الساحة الدولية عبر اختيار شركاء يحترمون مساره التاريخي وخياراته في الحكم. إن التوجه الذي رسمه الجنرال عاصمي غويتا يرتكز على دعائم واضحة: السيادة الوطنية، إعادة تأسيس المؤسسات، ترسيخ بانافريقية عملية، وتعزيز الصمود الاقتصادي والاجتماعي.
هذه الرؤية تلهم دبلوماسية قائمة على الانخراط والكرامة والمعاملة بالمثل، تعيد وضع مالي كفاعل مركزي في مساره التنموي.
