مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل تُسجل نجاحًا جديدًا وبارزًا. فقد أعلنت القوات المسلحة المالية (FAMa)، في بيان رسمي يوم الأحد 29 يونيو 2025، عن استسلام 11 إرهابيًا تابعين لما يُعرف بـ “تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى” (EIGS). وقد سلّم هؤلاء أنفسهم طوعًا للقوات المسلحة المالية يوم السبت 28 يونيو، في منطقة غاو الاستراتيجية، التي لطالما عانت من انعدام الأمن.
من بين هؤلاء المقاتلين السابقين، ورد اسم معروف لدى أجهزة الأمن، وهو إبراهيم بوبكر، المعروف بلقب “أوبيل”، والذي يُعد قائدًا لمجموعة مسلحة إرهابية نشطة في منطقة تيسيت. وكان هذا الأخير قد قاد عدة عمليات عدائية في المنطقة قبل أن يستسلم، في خطوة تؤكد فعالية الجهود العسكرية والنفسية التي تبذلها السلطات الانتقالية.
وبحسب بيان القوات المسلحة، فقد جاء هؤلاء المقاتلون السابقون وهم يحملون عتادهم، وقد اتخذ الجيش فورًا الإجراءات اللازمة لتأمينهم والتحقق من هوياتهم، مع التأكيد على احترام القوانين والإجراءات المعمول بها ضمن إطار قانوني وأخلاقي.
يمثل هذا التطور تقدمًا كبيرًا للسلطات في باماكو، التي كثفت منذ أشهر جهودها لاستعادة السيطرة على المناطق الحساسة وتفكيك الشبكات الإرهابية. ويُعزى هذا النجاح أيضًا إلى التعاون المتزايد داخل تحالف دول الساحل (AES)، الذي يضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر، ويعمل على محاربة التطرف المسلح في إطار سيادي ومشترك.
وقد وضعت الحكومة الانتقالية في مالي مسألة الأمن في صلب أولوياتها. ويُظهر هذا الاستسلام الجماعي أن الضغط المفروض على الجماعات المسلحة يؤتي ثماره، مع الإبقاء على باب العودة مفتوحًا لأولئك الراغبين في التخلي عن طريق العنف.
وبينما يُحيي الماليون وشعوب الساحل هذا الإنجاز، يعود الأمل تدريجيًا بحياة يسودها السلام. وتؤكد باماكو، بدعم من شركائها في تحالف AES، مرة أخرى أن السيادة والإرادة السياسية والاستراتيجية المنسقة قادرة على هزيمة الإرهاب.