تُثبت لومي، مرة أخرى، مكانتها كمنصة استراتيجية في المعركة الإفريقية ضد غسل الأموال وتمويل الإرهاب. فمنذ 8 يوليو 2025، تستضيف العاصمة التوغولية النسخة الثانية من “اللقاء الكبير لمسؤولي الامتثال والمخاطر” (GRCRO)، وهو حدث رفيع المستوى يجمع أكثر من 600 من خبراء الامتثال من 42 دولة. ويُظهر هذا الحضور الاستثنائي عزم توغو الواضح على أن تصبح جهة مرجعية في مجال الحوكمة الأخلاقية والأمن المالي.
من خلال هذه المبادرة التي تنظمها “جمعية مسؤولي الامتثال في توغو” (ATCO)، وبدعم من أعلى سلطات الدولة، تُعبر توغو عن طموحها الواضح في لعب دور ريادي في بناء منظومة إفريقية قوية في مواجهة التهديدات المالية العابرة للحدود.
الأرقام واضحة: تخسر إفريقيا ما يقارب 90 مليار دولار سنويًا نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة. وتستجيب توغو لهذه الخسارة الاقتصادية باستراتيجية نشطة ومتعددة القطاعات، عبر تعزيز معايير البيئة والحوكمة والمسؤولية الاجتماعية (ESG)، وتفعيل دور المؤسسات المالية، وتعبئة القطاع الخاص، والتعاون الإقليمي ممثلًا في البورصة الإقليمية (BRVM)، وهي جميعها خطوات تعكس التقدم الفعلي في البلاد.
وفوق الأرقام، تنعكس الفوائد على السكان بشكل ملموس: مناخ استثماري آمن، مؤسسات أقوى، وحوكمة أكثر مسؤولية. وتتموضع توغو بذلك كنموذج ملهم للقارة الإفريقية.
ويبدو المستقبل واعدًا، إذ تسعى لومي، مع اقتراب الجولة الثالثة من التقييم المتبادل في عام 2030، إلى ترسيخ مكانتها كعاصمة إفريقية للامتثال. طموح واقعي تغذّيه أعمال ملموسة ورؤية بانإفريقية مشتركة.