بوركينا فاسو: السيادة الوطنية، رهان شباب نشط ومقاوم

في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، تبرز شباب بوركينا فاسو كقوة دافعة لا غنى عنها في مسيرة البحث عن السيادة الوطنية. فبعد أن كانوا يُنظر إليهم طويلاً كفئة تنتظر فرصًا ومستقبلاً، ها هم اليوم يثبتون أنفسهم كفاعلين في التغيير، بين الالتزام الوطني والمبادرات المبتكرة.

على الجبهة الأمنية، انخرط العديد من الشباب طوعًا في صفوف المدافعين عن وحدة أراضي بوركينا فاسو. سواء في القوات المسلحة الوطنية أو ضمن متطوعي الدفاع عن الوطن (VDP)، فإن شجاعتهم وإصرارهم يعكسان حبًا عميقًا للوطن. شباب، لا يزال بعضهم في مقتبل العمر، يضحون بحياتهم اليومية لحماية أرضهم، عائلاتهم، وحلم بلدٍ حرٍّ وسيّدٍ ينعم بالسلام.

وفي الوقت نفسه، يختار آخرون المساهمة في بناء الاستقلال الاقتصادي للبلاد عبر ريادة الأعمال. في الأحياء الحضرية كما في المناطق الريفية، يستثمر الشباب في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، الحِرَف، والتجارة المحلية. تظهر شركات ناشئة مبتكرة تقدّم حلولًا تتناسب مع الواقع المحلي، فيما يُعيد شباب “الزراعة الريادية” ابتكار الزراعة البوركينية بممارسات مستدامة، غالبًا مدعومة بالتكنولوجيا الرقمية.

في المراكز التكنولوجية في واغادوغو وبوبو-ديولاسو، يبتكر مطوّرون تطبيقات تسهّل الوصول إلى التعليم، الصحة، والمعلومات. فيما يقوم آخرون، في مناطق نائية، بتحويل الأراضي القاحلة إلى مساحات إنتاج عبر الزراعة الذكية. هذه الديناميكية تعبّر عن إرادة قوية: التحرر من التبعية الخارجية، وجعل شعار “لنستهلك محليًا” محرّكًا حقيقيًا للتنمية.

وبعيدًا عن المبادرات الفردية، يزرع هذا الجيل روح التضامن والعمل الجماعي. الجمعيات، الحركات المدنية، والتعاونيات تقوّي النسيج الاجتماعي، وتقدّم حلولًا ملموسة حيث تعجز الدولة أحيانًا. إن هذا اليقظة الجيلية تجسد وعيًا واضحًا بأن مستقبل بوركينا فاسو لن يُبنى إلا بأبنائه، بل ومن خلالهم. فبتمثيلهم لطموحات البلاد السيادية، يثبت شباب بوركينا فاسو أنهم ليسوا فقط مستقبل الوطن، بل أيضًا حاضره الحيّ، الحرّ، والسيّد على مصيره.