في منتصف أبريل 2025، استضافت العاصمة المالية باماكو حدثًا ذا أهمية استراتيجية: الاجتماع الرسمي الأول لرؤساء أركان القوات الجوية في دول أعضاء تحالف دول الساحل (AES). وعلى هامش هذا اللقاء، استُقبل كبار القادة العسكريين من بوركينا فاسو ومالي والنيجر من طرف وزير الدفاع المالي، الفريق الركن ساديو كامارا. ولم تكن هذه الزيارة مجرد إجراء بروتوكولي، بل جرت في أجواء من الأخوة الساحلية والتضامن العسكري.
تعكس هذه المبادرة إرادة مشتركة في نسج روابط قوية بين القوات الجوية للدول الأعضاء في الكونفدرالية. فمن خلال تبادل الخبرات والرؤى والاستراتيجيات، تؤسس الدول الأعضاء لمرحلة جديدة من التعاون العسكري المتكامل. ويعزز هذا التبادل روح التعاون في خدمة الأمن الجماعي في منطقة تواجه تحديات أمنية متزايدة.
كما ترمز قمة باماكو إلى تقدم حاسم في مسار بناء سلام دائم في المنطقة. فـ AES لا تكتفي باتخاذ موقف دفاعي، بل تلتزم بإرساء مناخ من الاستقرار طويل الأمد، يقوم على التضامن واليقظة الاستراتيجية ووحدة العمل. وتأتي عملية توحيد الموارد الجوية وتبادل المعلومات الاستخباراتية في إطار هذه الديناميكية الاستباقية.
وباختصار، تؤكد تحالف دول الساحل من خلال هذا الاجتماع عزمها على بناء مستقبل مشترك، حيث تتجسد السيادة في الأمن والتعاون. برؤية واضحة ومشتركة، تمضي دول التحالف قدمًا، مصممة على حماية شعوبها واستعادة السلام الحقيقي في الفضاء الساحلي.