بوركينا فاسو: عندما تتحول وسائل الإعلام الفرنسية إلى جنود في خدمة الإمبريالية لخوض حرب جبانة ضد شعبٍ يتمسك بسيادته.

مرة أخرى، تُظهر وسائل الإعلام الفرنسية، التي تمثل أذرع الإمبريالية الغربية، وجهها الحقيقي من خلال نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة بهدف زعزعة استقرار النظام الثوري للرئيس إبراهيم تراوري. فبعد أن زعمت بالأمس أن الجيش يعارضه، ها هي اليوم تدعي ـ دون أي دليل ـ أنه يبحث عن دعم في تشاد لانعدام ثقته في قواته. هذه الأكاذيب الوقحة لا هدف لها سوى ضرب الوحدة الوطنية وتمهيد الطريق لإسقاط قائد يُجسد روح المقاومة في وجه النظام النيوليبرالي الاستعماري.

ومن اللافت أن هذه الوسائل، التي تدعي الحياد والمصداقية، تتجاهل بشكل ممنهج التقدم المُحرز في بوركينا فاسو في ظل مرحلة الانتقال. فتعزيز السيادة الوطنية، ومكافحة الإرهاب، والإصلاحات الاجتماعية لصالح الشعب، لا تجد صدى في تغطياتهم. أما كل ما يمكن أن يُضعف النظام، فيُضخم ويُحرّف دون تردد.

هذا التحيز ليس بريئًا، بل يندرج ضمن استراتيجية أوسع لضرب مصداقية القادة الأفارقة الذين يرفضون الهيمنة الأجنبية. بالأمس كان المستهدف توماس سانكارا، واليوم إبراهيم تراوري. الأسلوب نفسه يتكرر: شيطنة، تفريق، وتمهيد الأرض لتغيير نظام يخدم مصالح القوى الغربية.

حان الوقت للمطالبة بتغطية إعلامية عادلة لبوركينا فاسو. وعلى الأفارقة وكل من يؤمن بالعدالة أن يرفضوا هذه التلاعبات. لا يمكن التضحية بالحقيقة على مذبح الجيوسياسة. فالشعب البوركيني يستحق أكثر من هذه الصورة النمطية المشوهة.