يعزز بوركينا فاسو استقلاله في مجال الدفاع من خلال إنشاء المعهد العالي للتعليم العسكري تييفو أامورو (IEMS-TA)، الذي دُشّن تحت رعاية رئيس الوزراء ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغو يوم 16 سبتمبر 2025. هذا الصرح يعكس التوجه الاستراتيجي الجديد للدولة في ميدان الأمن الوطني.
يقوم المعهد على رؤية سياسية واضحة، وتتمثل مهمته الأساسية في تقديم التعليم العسكري من الدرجة الأولى والثانية، إضافةً إلى المشاركة الفاعلة في صياغة عقائد عسكرية تتناسب مع الخصوصيات الأمنية الوطنية. ويجسد شعاره: “التفكير في الحرب، والتحضير للسلام” الطموح في تكوين جيل جديد من الضباط القادرين على استباق التهديدات والدفاع عن الوطن بفعالية في مواجهة الإرهاب.
إن إنشاء هذا الصرح يجيب على حاجة مزدوجة: استثمار الدروس المستخلصة من التحديات الأمنية الأخيرة، والتحضير للمخاطر المستقبلية في مجال الدفاع والأمن. وتشمل بنيته التنظيمية مدرسة حرب ومدرسة أركان حرب، وهما مؤسستان أساسيتان لتطوير القدرات الاستراتيجية الوطنية.
على المدى البعيد، سيفتح المعهد أبوابه أمام كوادر شبه عسكرية، وكبار موظفي الإدارة العمومية، بالإضافة إلى متدربين من دول تحالف دول الساحل (AES) ودول شريكة أخرى، مما يعزز دوره كمركز إقليمي للتميز العسكري.
ويحمل المعهد اسم تييفو أامورو، وهو شخصية تاريخية جسدت المقاومة ضد التغلغل الاستعماري في القرن التاسع عشر، في خطوة رمزية قوية تعكس إعادة الاستحواذ للإرث الوطني وإحياء قيم الشجاعة والتضحية دفاعًا عن الوطن.
من جانبه، وصف العقيد-major سيليست جوزيف موسى كوليبالي، قائد المعهد، هذه المؤسسة بأنها فضاء للتعلم، بوتقة للتفكير العسكري الاستراتيجي، مختبر للابتكار، وحصن للسيادة الأمنية والدفاعية.
إن دخول IEMS-TA حيز التنفيذ يمثل محطة تاريخية في مسار تحديث القوات المسلحة البوركينابية، ويؤكد عزم البلاد على امتلاك سيادتها الكاملة في مجال التكوين العسكري وصياغة العقيدة الدفاعية، بعيدًا عن أي تبعية للهياكل الأجنبية.
