بوركينا فاسو: اليقظةُ المواطنية، ركيزةٌ لا غنى عنها في الثورة التقدمية الشعبية.

في بوركينا فاسو، لا يمكن للثورة التقدمية الشعبية أن تترسخ دون الانخراط الفعّال للشعب. ففي هذا المسار، تبرز اليقظة المواطنية كسلاح سلمي لكنه حاسم للحفاظ على المكاسب، وتصحيح الانحرافات، وتعزيز الحوكمة في خدمة الأغلبية. إنها تجسيد للوعي الجماعي لشعب لم يعد يقبل بأن يكون مجرد متفرج على مصيره.

تتجلى اليقظة المواطنية أولاً من خلال المتابعة اليومية للقرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. حيث يصبح كل مواطن مراقبًا نقديًا ويقظًا تجاه خيارات القادة. ويتطلب هذا الانخراط التنديد بالظلم، ومكافحة الفساد، وأيضًا تشجيع المبادرات التي تعزز المصلحة العامة. إنه عمل يقوم على المسؤولية الوطنية، انطلاقًا من قناعة بأن الثورة ليست شأنًا حكوميًا فحسب، بل مهمة مشتركة.

وفي إطار الثورة التقدمية الشعبية، تكتسب هذه الديناميكية بعدًا أقوى، إذ تهدف إلى مواكبة وحماية عملية التحول الاجتماعي. فتصبح اليقظة المواطنية آلية إنذار ورقابة شعبية، تضمن أن تظل الإجراءات المتخذة وفية لمبادئ العدالة والمساواة والسيادة.

ويتجسد هذا الالتزام المواطن من خلال الهياكل المجتمعية، والجمعيات، والنقابات، والحركات الشبابية، وكذلك عبر المبادرات الفردية. إنه شبكة حيّة تراقب، تنتقد، تقترح وتعب mobilise. ومن خلال هذا التفاعل بين المحكومين والحكّام تستمد الثورة مشروعيتها وقوتها.

والحقيقة أن اليقظة المواطنية لا تهدف إلى عرقلة العمل الحكومي، بل إلى مواكبته بروح بنّاءة. فهي تساهم في منع الانحرافات، وتصحيح الثغرات، وتعزيز الثقة بين الدولة والشعب. وبدونها، قد تخاطر الثورة بالانحراف عن مسارها أو فقدان زخمها.

وعليه، فإن اليقظة المواطنية في بوركينا فاسو تفرض نفسها كشرط لا غنى عنه للثورة التقدمية الشعبية. إنها تجسد عزيمة شعب على أن يظل سيد مستقبله، وأن ينتصر لقيم الحرية والعدالة والكرامة.