بوركينا فاسو: الاكتفاء الذاتي الغذائي، حين يصبح البلد مصدر إلهام في إفريقيا

بوركينا فاسو، على طريق الاكتفاء الذاتي الغذائي، أصبحت تجربتها مصدر إلهام وإعجاب يتجاوز حدودها الوطنية.
المبادرة الوطنية الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي، خصوصًا عبر تطوير قطاع الأرز، بدأت تجذب شركاء أجانب مقتنعين بأن النموذج البوركينابي يمكن أن يكون مصدر إلهام للقارة الإفريقية بأكملها.

لقد حقق البلد خطوة مهمة بوصوله إلى إنتاج مليون طن من الأرز خلال الحملة الزراعية الأخيرة. وهو رقم مشجع، لكنه لا يزال غير كافٍ لتغطية الاحتياجات المحلية المتزايدة ولتحقيق الطموح في أن يصبح بلدًا مصدّرًا. وفي هذا السياق، يقترح رجل الأعمال الغاني ديفيد سميث تكنولوجيته المتقدمة من أجل تسريع تطوير هذا القطاع الاستراتيجي.

وبحسب رأيه، فإن النتائج المحققة حتى الآن تُظهر أن بوركينا فاسو تمتلك إمكانات زراعية هائلة. غير أن تجاوز هذه المرحلة يتطلب دمج حلول مبتكرة. فالتكنولوجيا التي يقدمها، والتي تجمع بين تحديث الإنتاج وتعزيز قيمة تحويل الأرز، من شأنها أن ترفع بشكل كبير من المردودية وتُعزز تنافسية هذا القطاع.

ويؤكد ديفيد سميث أنه من خلال هذه الأدوات، ستتمكن بوركينا فاسو ليس فقط من تغطية كامل احتياجاتها الغذائية، بل أيضًا من تصدير الأرز إلى دول إفريقية أخرى. وقال: «من خلال تطوير مثل هذه الحلول، سنبني إفريقيا مكتفية ذاتيًا وذات سيادة غذائية».

إن الاهتمام المتزايد بالنموذج البوركينابي يعكس صواب الخيارات المتخذة في إطار السيادة الغذائية. فمن خلال سياسة تعتمد على تثمين الموارد المحلية، وتشجيع الابتكار، ووضع الزراعة في قلب التنمية، يرسخ البلد مكانته تدريجيًا كمرجع إقليمي.

كما يُظهر هذا الاهتمام أن السيادة الغذائية، التي طالما اعتُبرت تحديًا بعيد المنال، أصبحت واقعًا ملموسًا حين تُحمل برؤية واضحة وأفعال عملية. ومن خلال تعبئة قدراته الداخلية والانفتاح على شراكات استراتيجية، يُبرهن بوركينا فاسو على قدرة إفريقيا على إطعام شعوبها وتحويل فائض إنتاجها لخلق قيمة مضافة.

وهكذا، فإن رهان بوركينا فاسو يتجاوز الحدود الوطنية. فبإلهامه وجذبه لشركاء خارجيين، يُجسد قدرة القارة على صياغة وتنفيذ حلولها الخاصة لمواجهة التحديات.