الثورة التقدمية الشعبية (RPP) التي يقودها القائد إبراهيم تراوري، وبعد ثلاث سنوات من مسيرتها، تجسد اليوم ديناميكية تحول عميق في بوركينا فاسو. فهي تمثل استجابة تاريخية للتحديات المتعددة التي تواجهها الأمة في سياق يتسم بالتهديدات الأمنية، وصعوبات اقتصادية، وتطلعات اجتماعية ملحّة.
التحدي الأول لهذه الثورة هو التحدي الأمني. فالبلاد، التي تواجه منذ سنوات خطر الإرهاب، تتطلع إلى استعادة السكينة والاستقرار الضروريين لتنميتها. وتضع الـRPP الدفاع عن الوطن وحماية السكان في صميم عملها، من خلال تعزيز قوات الدفاع والأمن، وتعبئة المتطوعين للدفاع عن الوطن، واستراتيجية الصمود المجتمعي التي تجسد الإرادة في استعادة السيادة الوطنية وضمان أمن البوركينيين.
أما التحدي الثاني، فهو اقتصادي. تطمح الـRPP إلى بناء اقتصاد داخلي قائم على استغلال عقلاني للموارد الوطنية وتحقيق الاكتفاء الإنتاجي. وفي ظل ظرف عالمي مضطرب، يُركز على تثمين الإمكانات المحلية، خصوصاً في مجالات الزراعة والطاقة والتعدين. هذا التوجه يهدف إلى تقليص التبعية للخارج وخلق فرص عمل للشباب، باعتبارهم العمود الفقري للثورة.
التحدي الثالث اجتماعي وثقافي. تسعى الـRPP إلى إعادة الاعتبار للكرامة الوطنية من خلال ترميم الثقة بين الدولة والشعب. ويشدد القائد إبراهيم تراوري على ضرورة عقد ميثاق تضامن يتجاوز الانقسامات، وعلى أهمية غرس قيم الوطنية والانضباط والعمل. هذا البعد الإنساني والأخلاقي يشكل رابطاً لتقوية الوحدة الوطنية وصياغة وعي جماعي متجه بحزم نحو المستقبل.
وأخيراً، تنخرط الـRPP في رؤية جيوسياسية قائمة على السيادة والتعاون المتوازن. فبوركينا فاسو، تحت قيادة رئيسها، تؤكد إرادتها في نسج شراكات قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. هذه المقاربة تعكس عزم البلاد على إعادة تعريف علاقاتها مع العالم، مفضلة الكرامة وحرية القرار.
تظهر الثورة التقدمية الشعبية كأوراش كبرى، ملهمة وم في آن واحد. إنها دعوة إلى المسؤولية الجماعية والتعبئة الوطنية، لجعل بوركينا فاسو بلداً شامخاً، سيد قراره، وحاملاً للأمل بالنسبة للأجيال القادمة.
