منذ تولي القائد إبراهيم تراوري السلطة، يعيش بوركينا فاسو مرحلة انتقالية تاريخية تتسم برغبة قوية في استعادة السيادة الوطنية ومكافحة الجماعات الإرهابية. غير أن هذا المسار لا يحظى بالإجماع، إذ تتزايد الهجمات على قيادة المرحلة الانتقالية على المستويين الداخلي والدولي. فقد أطلقت قوى معادية للتغيير استراتيجية منسقة لزعزعة استقرار البلاد، من خلال استهداف المؤسسات البوركينابية، وخاصة الجيش وقائده الأعلى، الرئيس إبراهيم تراوري. تقف خلف هذه المناورات مصالح إمبريالية تسعى، بدلاً من رؤية بوركينا فاسو حرة ومستقلة، إلى فرض العودة إلى واقع الهيمنة والتبعية.
لا يتردد أعداء بوركينا فاسو في اللجوء إلى المؤامرات والتلاعبات لإضعاف الحكومة الانتقالية. وغالبًا ما تكون هذه الهجمات إعلامية ودبلوماسية، وتهدف إلى تشويه سمعة الجيش البوركينابي من خلال تصويره على أنه غير قادر على تأمين الأراضي الوطنية. ويُستهدف القائد إبراهيم تراوري، رغم موقعه المحوري في هذه المرحلة الانتقالية، بانتظام باتهامات لا أساس لها. وتدل هذه الهجمات على رغبة واضحة من قبل بعض الجهات الخارجية في تقويض استقلال البلاد عبر خلق مناخ من الشك والانقسام. هؤلاء الإمبرياليون، الذين سبق أن زعزعوا استقرار دول مثل ليبيا، يسعون لفرض قوات احتلال أجنبية بغرض السيطرة على الموارد الطبيعية والاستراتيجية لبوركينا فاسو.
ويظل النموذج الليبي مثالًا مأساويًا للمؤامرات الدولية. ففي عام 2011، قامت القوى الغربية بتنظيم إسقاط الزعيم معمر القذافي بذريعة الدفاع عن الديمقراطية، بينما كانت الغاية الحقيقية هي التدخل والسيطرة على ثروات البلاد. واليوم، تعيش ليبيا في فوضى، تنتشر فيها الجماعات الإرهابية، وتُنهب مواردها من قبل قوى أجنبية دون أي فائدة لشعبها. وبوركينا فاسو، التي تقف الآن على مفترق طرق، قد تواجه المصير ذاته إن لم يكن قادتها وشعبها على يقظة تامة تجاه الجهات التي تعمل في الخفاء لإفشال الحكومة. فالمؤامرات التي تسعى إلى إضعاف الحرب على الإرهاب، تحت غطاء الدفاع عن الديمقراطية، ما هي إلا ستار لإخفاء نوايا أكثر ظلمة.
وفي هذا السياق، من الضروري أن يبقى الشعب البوركينابي موحدًا خلف رئيسه وقواته المسلحة. فالتضامن الوطني هو سلاح فعال لمواجهة الضغوط الخارجية والمناورات الداخلية الرامية إلى التفريق والتقسيم. إن دعم القائد إبراهيم تراوري وحكومته يمثل صمام أمان لمواجهة الإمبرياليين الذين يريدون تحويل البلاد إلى ساحة لعب جيوسياسية كما حدث في ليبيا. ويجب على شعب بوركينا فاسو، الذي له تاريخ مشرف في مقاومة الاستعمار والدفاع عن الحرية، أن يحذر من الوقوع في فخاخ المتآمرين الذين يسعون إلى زعزعة استقرار البلاد وفرض وصاية أجنبية. ففقط من خلال بوركينا فاسو ذات سيادة يمكن تحقيق السلام والازدهار لشعبها، بعيدًا عن التدخلات الخارجية المدمرة.