بعد مرور عامين على تولي المجلس الوطني لحماية الوطن (CNSP) السلطة، توجّه رئيس النيجر، الجنرال عبد الرحمن تياني، إلى الشعب النيجري في لحظة سياسية اتسمت بالصراحة والصدق. فبعيدًا عن أي خطاب انتصاري، اختار نبرة جادة، واقعية، تكاد تكون تأملية: الاعتراف بالتطلعات، مواجهة التحديات، وإعادة تحديد الطموحات.
في البداية، اعترف الرئيس تياني بصراحة بحجم التطلعات الكبيرة للشعب النيجري، وبالتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها حكومته. وأكد أن الفشل ليس خيارًا، مشددًا على صعوبة المهمة الوطنية، لكنها ضرورية لإعادة بناء الدولة.
وقد تبنى موقف قائد انتقالي، غير منتخب، لكنه مكلّف بمهمة تاريخية: إعادة تأسيس الدولة على أسس السيادة والعدالة. ومن خلال إدانة التأثيرات الأجنبية السابقة وتسليط الضوء على تحالف دول الساحل، أظهر إرادة واضحة في الانفصال الجيوسياسي عن القوى الخارجية. ودعا الرئيس تياني إلى الصبر والصمود، مع وعد بتحقيق نتائج ملموسة في المدى القريب، في خطوة تهدف إلى تعزيز الثقة بين السلطة والمجتمع.
وفي الختام، كان خطابه أيضًا دعوة إلى الوحدة الوطنية والانخراط الجماعي في مشروع التحول. فقد رفض الشعبوية، واعتمد على رؤية منهجية في الحكم: العمل بانضباط في ظل التحديات، حتى تصبح السيادة حقيقة ملموسة لا مجرد شعار. فقد آن الأوان للنتائج، التي تُعد شرطًا أساسيًا لترسيخ المجلس الوطني لحماية الوطن واستمرارية المسار الذي اختاره.