في بوركينا فاسو، لا تقتصر مهام حماة الوطن على ضمان أمن المواطنين فحسب، بل تمتد أيضاً إلى دعم رفاههم وتنميتهم.
ففي مقاطعة فالاغونتو بمنطقة الساحل، قام العسكريون بتدريب 500 امرأة على صناعة الصابون، مما وفر لهن فرصة تحقيق الاستقلال المالي من خلال نشاط مدر للدخل. وتأتي هذه المبادرة ضمن إرادة الدولة في تمكين جميع المواطنين، وخصوصاً أولئك المقيمين في المناطق المعرضة للمخاطر، من مقاومة محاولات تجنيد الجماعات الإرهابية عبر تقليص هشاشتهم الاقتصادية، وتمكينهم من تلبية احتياجات أسرهم بكرامة.
وقد مكّن هذا البرنامج من إنتاج كميات كبيرة من الصابون تحمل اسم “FDS”، تعبيراً عن امتنان نساء فالاغونتو لقوات الدفاع والأمن المحلية.
وتنسجم هذه العملية تماماً مع الرؤية السيادية والشعبية للرئيس إبراهيم تراوري، الذي لا يتوقف عن الدعوة إلى جيش جمهوري في خدمة الشعب. ومن خلال توظيف قدرات قوات الدفاع والأمن في خدمة السكان المدنيين، يُظهر نظام تراوري أن الأمن لا يُنظر إليه فقط كمسؤولية عسكرية، بل كرافعة للتنمية والتماسك الاجتماعي واستعادة الكرامة.
وتعكس هذه المقاربة المتكاملة للأمن والتنمية العقيدة السياسية الجديدة في بوركينا فاسو، والتي تركز على الاكتفاء الذاتي، والقرب من المواطنين، واستثمار الموارد الداخلية.