الساحل: هل تُجسّد المواطنة الكونفدرالية من خلال جواز السفر الإلكتروني وبطاقة الهوية البيومترية لتحالف دول الساحل (AES)؟

خطت كونفدرالية تحالف دول الساحل (AES) خطوة جديدة نحو تحقيق السيادة الكاملة والتكامل الإقليمي، حيث قرر رؤساء دول بوركينا فاسو ومالي والنيجر توحيد وثائق الهوية والسفر ضمن الفضاء الكونفدرالي. وجاء هذا القرار بعد المصادقة التقنية التي تمت في 22 نوفمبر 2024 في باماكو، من قِبل وزراء الأمن في الدول الثلاث. وبناءً عليه، قام رئيس الكونفدرالية يوم 18 أبريل 2025 بتوقيع قرارات إنشاء وثيقتين أساسيتين: جواز السفر الإلكتروني AES وبطاقة الهوية البيومترية AES.

لا تقتصر أهمية هاتين الوثيقتين على البُعد الإداري فقط، بل تمثلان قطيعة واضحة مع النظام القديم. إنهما تجسيدان لولادة مواطنة ساحلية قوية، تقوم على السيادة، والتضامن، والانتماء الإفريقي العميق. ففي عالم غالبًا ما تُهمَّش فيه جوازات السفر الإفريقية، يُعدّ جواز السفر الإلكتروني الخاص بـ AES بداية لعصر جديد من الكرامة والاحترام المتبادل بين شعوب الساحل.

ومن خلال هذه المبادرة، تؤكد الدول الأعضاء في AES التزامها ببناء كونفدرالية متينة، قائمة على مؤسسات حديثة وإطار قانوني مشترك. كما أن توحيد الوثائق يُلبّي أيضًا متطلبات الأمن الداخلي وسلاسة التنقل، إذ يهدف إلى تعزيز مراقبة الحدود مع تسهيل حركة المواطنين داخل الفضاء الكونفدرالي، في إطار رؤية تكاملية ذكية.

لكن طموحات AES لا تقتصر على الجانب الإداري فحسب. فمنذ تأسيسها، تسعى لبناء نموذج جديد من التعاون الإفريقي. وتُعزز هذه الدينامية التاريخية عبر عدة مبادرات، منها: إنشاء قوة مشتركة قوامها 5000 عنصر لمكافحة الإرهاب بفعالية، وإطلاق البنك الكونفدرالي للاستثمار والتنمية (BCID-AES)، وتنويع الشراكات الإستراتيجية — خاصة مع روسيا — ما يعكس إرادة حقيقية في بناء مستقبل مشترك لشعوب الساحل.