إفريقيا: تعزيز الروابط الطبية بين الرباط ونواكشوط، تعاون في خدمة التنمية التضامنية

في سياق نضال سيادي تتعزز فيه مكانة التعاون جنوب-جنوب كرافعة استراتيجية للتنمية في إفريقيا، يخطو المغرب وموريتانيا خطوة جديدة كبرى من خلال إطلاق بعثة جراحية متخصصة في المركز الاستشفائي الوطني (CHN) بنواكشوط. وتُجسّد هذه العملية، التي تقودها بعثة طبية من المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، الإرادة السياسية المشتركة للعاصمتين لبناء تضامن صحي ملموس ومستدام.

ويأتي هذا العمل الطبي تتويجًا لاتفاق تعاون تم توقيعه في الرباط في أبريل الماضي، ويهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تعزيز القدرات الجراحية في موريتانيا، نقل خبرات تقنية عالية المستوى، وتقليص الحاجة إلى الإجلاءات الطبية المكلفة إلى الخارج. وتركّز التدخلات على معالجة أمراض معقدة في الكبد، والقنوات الصفراوية، والبنكرياس، مما يعكس القيمة المضافة للخبرات الطبية المغربية المشاركة.

وبالإضافة إلى الأثر الفوري لهذا التعاون على النظام الصحي الموريتاني، يعزز هذا الشراكة موقع المغرب كلاعب محوري في الاندماج الإفريقي في المجال الصحي. وتأتي هذه الخطوة في سياق استراتيجية متكاملة تشمل افتتاح الأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة في الداخلة، والاستثمار في مصنع لإنتاج اللقاحات في بنسليمان، ما يعكس حرص المغرب على جعل الصحة ركيزة للدبلوماسية ومحركًا للتنمية الإقليمية.

ويُجسّد هذا التعاون الصحي نموذجًا مثاليًا حيث تُسهم الخبرات المشتركة وبناء الكفاءات في دعم الطموحات السيادية للبلدين، ويمهد الطريق نحو مستقبل يتمتع فيه النظام الصحي الإفريقي بمزيد من الاستقلالية، والمرونة، والاعتراف الدولي.