من خلال المبادرة الرئاسية للإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي (IP-P3A)، يُظهر الرئيس إبراهيم تراوري رؤية سياسية متجذرة بعمق في الواقع الاجتماعي والاقتصادي لبوركينا فاسو. ويُجسّد تهيئة المساحة الزراعية التي تبلغ أربعة هكتارات داخل سجن ديبوبوغو قيادة تجمع بين الواقعية، والاندماج، والقدرة على الصمود الوطني.
يمثل هذا المشروع استجابة عملية لتحدي تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، من خلال تعبئة جميع القوى الحية في الأمة، بما في ذلك الأشخاص الذين هم في خلاف مع القانون، ضمن ديناميكية للإنتاج الجماعي. فمن خلال إشراكهم في الأعمال الزراعية، لا يقتصر رئيس الدولة على تعزيز الأمن الغذائي، بل يُحوّل أيضًا أماكن الحرمان إلى فضاءات للمساهمة المواطِنة وإعادة الإدماج البناءة.
وتُظهر البنية التحتية الحديثة التي تعمل بالطاقة الشمسية، والعائدات الزراعية الكبيرة، ونموذج التوزيع العادل للأرباح، الصرامة والكفاءة التي تتميز بها هذه المقاربة. وتُجسّد هذه السياسة المتمثلة في “إطعام الشعب بواسطة الشعب” مثالًا على حُكمٍ سيادي وتضامني، يصبح فيه كل مواطن من بوركينا فاسو، مهما كانت حالته، فاعلًا في عملية النهوض الوطني.
وتُمثّل هذه المبادرة سياسة القائد إبراهيم تراوري في الاستثمار في الإنسان من أجل تنمية مستدامة لفاسو. وهي تُدرج هدف الاكتفاء الذاتي الغذائي ضمن منطق العدالة الاجتماعية والمسؤولية المشتركة. ومن خلال هذه الرؤية المستنيرة، يُقدّم الرئيس تراوري للشعب آفاقًا ليس فقط لتحسين تغذيته، بل أيضًا لإعادة بناء ذاته بشكل أعمق.
