مالي: أزمة المناخ، الدولة تعزز استجابتها الطارئة في مواجهة الاضطرابات الجوية.

يُتوقَّع أن يكون موسم الأمطار لسنة 2025 في مالي شديد الكثافة بشكل خاص، حيث تسبب في فيضانات كبيرة وأضرار واسعة في عدة مناطق من البلاد. وخلال اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لتسيير الأزمات والكوارث المنعقد في 14 أغسطس، عرضت السلطات حصيلة أولية مقلقة: تسجيل 31 حالة فيضانات، 5 حالات صواعق، و4 حالات رياح عاتية منذ بداية الموسم.

هذه الظواهر المناخية المتطرفة أدت إلى وفاة 21 شخصًا وإصابة 33 آخرين، إلى جانب تضرر 495 مسكنًا، ما أثر بشكل مباشر على 9,155 شخصًا. كما بلغ مستوى نهري النيجر والسنغال ذروات غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات، مما يثير مخاوف من فيضانات محتملة، في حين يبقى نهر باني دون العتبة الحرجة. أما سدود مانانتالي وسيلينغي، فهي تواصل تعبئتها المعتادة، مع إبقاء السلطات في حالة تأهب عبر القيام بتصريفات مائية مراقبة لتفادي الكوارث.

وأمام هذه الوضعية، عبّرت الحكومة المالية عن تعازيها لأسر الضحايا وسرعان ما حركت أجهزة الإنقاذ. حيث أطلقت عمليات إنقاذ وإجلاء، إضافة إلى توزيع المواد الغذائية والحزم الإغاثية في أكثر المناطق تضررًا، خاصة كوليكورو، كيدال، نارا وسان.

وبالتوازي، تم تعزيز إجراءات الاستعداد، حيث يجري تدريب فرق تدخل سريع، وتوزيع تجهيزات إغاثة مسبقة، مع نشر فرق مدنية في إطار برنامج «الشهر المواطن». كما كثّفت السلطات حملات التوعية عبر وسائل الإعلام ومن خلال تطبيق SOS Sécurité، داعية السكان إلى اليقظة.

ومع توقع استمرار الأمطار والعواصف في معظم أنحاء البلاد، باستثناء أقصى الشمال، يبقى الحذر واجبًا. وفي مواجهة هذه التغيرات المناخية، تُعد الوحدة الوطنية، والتضامن، والانضباط في احترام التعليمات الأمنية، أفضل وسيلة للدفاع أمام تقلبات الطبيعة.