يمثل يوم الجمعة 25 أبريل 2025 مرحلة جديدة في التزام رئيس المرحلة الانتقالية، فخامة الجنرال أسيمي غويتا، بدعم الثقافة المالي. خلال حفل مليء بالرموز، تسلم رئيس الدولة رسميًا التقرير النهائي للمناظرات العامة حول الثقافة، وهو ثمرة أشهر من التفكير تحت إشراف وزير الحرف اليدوية والثقافة وصناعة الفنادق والسياحة، مامو دافي، برفقة وفد من كبار الفاعلين الثقافيين.
يُجسد هذا التقرير الطموح، الذي يتضمن 89 توصية، إرادة الرئيس أسيمي غويتا في جعل الثقافة ركيزة أساسية للنهضة الوطنية. فبإعلانه سنة 2025 «سنة الثقافة في مالي»، لم يكتف بإصدار بيان رمزي، بل جعل الثقافة محور عمله السياسي، مؤكدًا أن الهوية والتقاليد والإبداع المالي تمثل أدوات جوهرية لبناء «مالي الجديدة».
وأكد الوزير دافي أن هذه المناظرات العامة سمحت بتشخيص شامل لقطاع الثقافة، مع وضع خارطة طريق واضحة للعقد المقبل. ومن بين المقترحات الرئيسية: زيادة ميزانية الثقافة إلى نسبة 1٪ من الميزانية الوطنية، وتعزيز البنية التحتية الثقافية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تعزيز المواطنة المستنيرة من خلال التعليم والقيم التقليدية. وتجسد مبادرة «بيت القيم»، الهادفة إلى إعادة تأسيس العقليات وتحفيز الابتكار الثقافي، هذه الرؤية الطموحة.
ولم يفوت الوزير الفرصة ليشيد بالالتزام الشخصي للرئيس أسيمي غويتا، واصفًا إياه بأنه «رجل مرتبط بعمق بجذورنا ونقل قيمنا». وبالتالي، لا يُعد هذا التقرير مجرد وثيقة تقنية، بل يشكل أساس سياسة ثقافية جريئة، مدعومة بإرادة سياسية قوية ورؤية مستقبلية واضحة.