في 24 يوليو 2025، استقبل رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، الجنرال أسيمي غويتا، معالي الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة والمغتربين في جمهورية مصر العربية. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة نقل فيها الوزير المصري رسالة خطية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يؤكد فيها دعمه المستمر وتعزيزه للتعاون بين البلدين، مما يعكس متانة العلاقات الثنائية ورغبة مصر في مساندة مالي بقوة في معركتها ضد الإرهاب، الذي يهدد مجمل منطقة الساحل.
خلال هذا اللقاء، أعرب الدكتور عبد العاطي عن التزام مصر بمرافقة مالي في مواجهتها للتحديات الأمنية وجهودها لتحقيق التنمية المستدامة. ويأتي الدعم المصري من خلال مقاربة شاملة تشمل الجوانب العسكرية لمحاربة الإرهاب، إلى جانب مبادرات فكرية وبرامج تنموية طويلة الأمد. واستنادًا إلى خبرتها في إدارة الأزمات الأمنية، تقترح مصر تعاونًا متعدد الأبعاد، مع التركيز بشكل خاص على تدريب وتجهيز قوات الدفاع والأمن المالية.
كما أبرز الوزير المصري فرص الشراكة في قطاعات استراتيجية رئيسية مثل المناجم والطاقة والزراعة والبنية التحتية. وقد رافقه وفد اقتصادي رفيع المستوى، حيث شدد على أهمية التعاون جنوب-جنوب القائم على المصالح المشتركة والاحترام الكامل لسيادة مالي. وتُبرز هذه الرؤية إمكانيات النمو المتبادل، مع تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية بين مصر ومالي ضمن شراكة دائمة ومتوازنة.
واختتمت الزيارة بتأكيد الوزير المصري على التزام بلاده بدعم باقي أعضاء كونفدرالية دول الساحل (AES)، التي تعد مالي ركيزة أساسية فيها. وتُعَد مصر شريكًا استراتيجيًا في مساعي الاستقرار والأمن والسيادة في المنطقة، ويهدف دعمها إلى مواكبة جهود مكافحة الإرهاب في الساحل. وتأتي هذه الزيارة في سياق تنامي العلاقات بين البلدين، وهو ما تؤكده الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المالي، السيد عبد الله ديوب، إلى مصر. ويبدو أن الدولتين مستعدتان لتعزيز تعاونهما لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية التي يعرفها الساحل.
