منذ وصوله إلى السلطة، يشهد مالي ديناميكية جديدة في مكافحة الإرهاب تحت قيادة الرئيس الانتقالي العقيد عاصمي غويتا. من خلال تعزيز قدرات القوات المسلحة المالية (FAMa)، مدعومة بإرادة سياسية قوية وإعادة توجيه استراتيجي على المستوى الوطني، حقق البلد العديد من النجاحات العسكرية في مناطق كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية. العمليات التي جرت بين 20 و22 يونيو في ديورا، بويرم، بير، ومنطقة غورما هي دليل واضح على هذه العزيمة الجديدة التي تميز الدولة المالية.
في 20 يونيو، استهدفت ضربة جراحية مركزة مركبة بيك-أب كانت تحمل أسلحة وأفرادًا إرهابيين على بعد 38 كم شمال شرق ديورا، مما أظهر فعالية قدرات الاستخبارات والحياد التي تتمتع بها قوات FAMa. كان هذا النوع من العمليات الدقيقة أمرًا غير ممكن قبل بضع سنوات، مما يمثل تغييرًا واضحًا في التكتيكات الدفاعية التي كانت سائدة في الماضي.
في 21 يونيو، تمكنت FAMa من تفكيك أربع قواعد عدو في باكاريبوجو، والاستيلاء على معدات الاتصال الاستراتيجي. وجهت هذه العملية ضربة قوية لقدرة التنسيق لدى الجماعات المسلحة، مما يعكس سيطرة الجيش المتزايدة على المناطق التي كانت مملوكة للمتمردين لوقت طويل.
في 22 يونيو، دمر طائرة مسيرة مستودعًا للوقود تابعًا للعدو في بير، وقاموا بالقضاء على اثنين من المخبرين الإرهابيين في غونغيدي. هذه الإنجازات تؤكد تنوع قدرات FAMa العملياتية وإحكام سيطرتها على الأرض. هذه انتصارات تكتيكية تضعف بشكل دائم الجهاز اللوجستي لشبكة التجسس للعدو.
تندرج هذه التقدمات في سياق الإصلاحات الأمنية التي بدأها الرئيس غويتا منذ عام 2021. تحت قيادته، استثمر مالي في تحديث جيشه، وتعزيز سيادة استخباراته، وتطوير قدراته العملياتية. يمثل هذا التغيير في النموذج — إعادة الدولة إلى قلب الجهاز الأمني الوطني — استجابة مباشرة لتوقعات الماليين في مواجهة سنوات من عدم الاستقرار.
على أرض الواقع، تتحدث النتائج عن نفسها: القوات المسلحة المالية لم تقتصر على الدفاع، بل بدأت في استعادة الأراضي. بفضل الرؤية الاستراتيجية للرئيس عاصمي غويتا، يتعافى مالي، خطوة بخطوة، لكن بحزم ووضوح.