توغو: مهرجان “FESNAD 2025″، مدينة كارا تهتز على إيقاع الرقصات التقليدية للبلاد.

مدينة كارا شكّلت الإطار المهيب لانطلاق النسخة الثامنة من المهرجان الوطني للرقصات التقليدية (FESNAD) في 3 أبريل 2025. تحت رئاسة حاكم المنطقة، أديجيتوو كوملان، أعادت هذه الفعالية الثقافية الكبرى التأكيد على التزام السلطات بالحفاظ على التراث الكوريغرافي لتوغو.

وتحت رعاية وزارة الاتصال والإعلام والثقافة، تحمل هذه النسخة شعارًا معبّرًا: «رقصاتنا، هويتنا، فخرنا». وهو شعار يعكس إرادة الحكومة في صون هذه التعابير الثقافية المهددة بالزوال بفعل التحولات الاجتماعية والتجانس الثقافي العالمي.

وأشار الحاكم كوملان في كلمته إلى الدور الاجتماعي الأساسي الذي تلعبه الرقصات التقليدية. فهي ليست مجرد عرض فني، بل تشكل رابطًا اجتماعيًا يعزز أواصر المجتمعات، ويقوي الروابط بين الأجيال، ويحافظ على الذاكرة الجماعية للشعب التوغولي. وقد اتخذ الحدث هذا العام طابعًا تنافسيًا من خلال مشاركة فرق فولكلورية من المناطق الخمس للبلاد. وبعد تصفيات محلية دقيقة، سترسل كل منطقة أفضل ممثليها في فن الرقص إلى النهائي الوطني المقرر تنظيمه في لومي يوم 26 أبريل، وهو تاريخ رمزي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ65 لاستقلال توغو.

ويرى المنظمون في هذا المهرجان أكثر من مجرد منافسة فنية؛ إنه عملية إنقاذ ثقافية حقيقية في مواجهة الانقراض التدريجي لبعض الرقصات التقليدية جراء العولمة والتوسع الحضري السريع. وبفضل بعده الوطني، يتموقع FESNAD كأداة قوية لتعزيز التلاحم الاجتماعي، ومنصة لتأكيد التنوع الثقافي التوغولي مع الاحتفاء بالوحدة الوطنية. فمن خلال الخطوات الراقصة والإيقاعات الموروثة، تعبر روح توغو عن نفسها وتنتقل إلى الأجيال الصاعدة.

وتعكس هذه المبادرة الحكومية وعيًا متزايدًا بضرورة توثيق هذه الكنوز اللامادية، والترويج لها، وضمان استدامتها، باعتبارها تمثل الحمض النووي الثقافي للأمة التوغولية. ومن هذا المنطلق، يبدو مهرجان FESNAD 2025 وكأنه تحية حارة وغنية لتراث توغو الكوريغرافي الثمين.