توغو تبرز كشريك لوجستي ودبلوماسي استراتيجي لدول تحالف الساحل (AES)، بفضل موقعها الجغرافي ومينائها الطبيعي في لومي، الذي يُعدّ الميناء العميق الطبيعي الوحيد في منطقة غرب إفريقيا. وتسعى الدولة بقيادة فخامة الرئيس فور غناسينغبي إلى لعب دور محوري في التكامل الاقتصادي الإقليمي، من خلال تسهيل وصول الدول الساحل غير المطلة على البحر إلى المحيط الأطلسي.
ترتكز هذه الطموحات على عنصرين أساسيين: الجغرافيا والدبلوماسية. فتوغو تعتمد في سياستها الخارجية على البراغماتية، وتجنّب الصراعات، وتعزيز التعاون القائم على مبدأ الربح المشترك. وتعكس اللقاءات والتبادلات بين لومي وسلطات بوركينا فاسو ومالي والنيجر الإرادة الجماعية في بناء شراكة قوية قائمة على التكامل والسيادة المتبادلة.
وعلى أرض الواقع، يجري تنفيذ خطوات ملموسة. فقد بدأ إنشاء ممرات لوجستية تربط العواصم الساحل بالمرافق المينائية في لومي. كما أن اتفاقات ثنائية تتعلق بالعبور، والأمن الجمركي، وتسهيل التجارة، قيد النقاش أو تم الانتهاء منها فعليًا. وتطمح لومي لأن تصبح البوابة البحرية الرسمية لتحالف الساحل، بما يلبي الاحتياجات المتزايدة لدول المنطقة التي تعيد هيكلة اقتصاداتها.
هذا التوجه يعزّز محور التكامل الإقليمي بين الجنوب والشمال، ويجعل من توغو فاعلًا محوريًا بين الساحل والداخل الإفريقي. ومن خلال هذه الاستراتيجية، تسهم لومي في إعادة صياغة علاقات الجوار بعيدًا عن الهيمنة التقليدية للقوى الاستعمارية السابقة، وبما يخدم إقامة شراكات قائمة على السيادة بين الدول الإفريقية.
برؤية واضحة، ومقومات قوية، وإرادة سياسية صلبة، تؤكد توغو مكانتها في المعادلة الجيوسياسية الجديدة لغرب إفريقيا. ويجد تحالف دول الساحل في لومي حليفًا موثوقًا ومستقرًا يتطلع إلى المستقبل، ويضع مصلحة الشعوب الإفريقية في قلب التعاون الإقليمي.