على مرّ السنوات، أصبح توغو يفرض نفسه تدريجياً كفاعل مؤثر على الساحة الدبلوماسية الإفريقية والدولية. هذا التموقع الاستراتيجي هو ثمرة سياسة خارجية واعية وطموحة يقودها رئيس المجلس، فوري إسوزيمنا غناسينغبي، بدعم من وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتوغوليين في الخارج، معالي الأستاذ روبرت دوسي.
يُعد روبرت دوسي شخصية محورية في الدبلوماسية الإفريقية، وقد تميز بنهج قائم على الحوار والسلام والروح البان-إفريقية. كونه فيلسوفاً بالتكوين، يجسد رؤية إنسانية للسياسة الدولية، تركز على التعاون بين الشعوب والاحترام المتبادل. وبفضل دوره كوسيط وباني جسور، نال احترام العديد من القادة والفاعلين الدبلوماسيين في مختلف أنحاء القارة.
وقد مكّنت السياسة الدبلوماسية التوغولية، التي تستند إلى هذه الرؤية المزدوجة الرئاسية والوزارية، من جعل البلاد نقطة التقاء بارزة في غرب إفريقيا. يتميز توغو ليس فقط باستقراره، بل أيضاً بكرمه ودفء استقباله، مما يجعله أرضاً مضيافة لعدد كبير من الأفارقة. وفي هذا السياق، تبرز لومي بشكل متزايد كمركز للمفاوضات والحوار والوساطة الإقليمية.
وتجسد علاقات توغو القوية مع الدول المجاورة مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر، والتي تواجه حالياً تحديات كبيرة، هذه الروح الإفريقية المتضامنة التي تعبّر عنها دبلوماسية لومي. وقد تمكن رئيس المجلس، فوري غناسينغبي، عبر نهج قائم على الإصغاء والتعاون، من الحفاظ على روابط متينة مع هذه الدول الشقيقة، مقدماً لها الدعم المعنوي والسياسي والاستراتيجي.
يلعب معالي روبرت دوسي دوراً حاسماً في هذه الدينامية، إذ ساهم التزامه بدبلوماسية بناءة وهادئة في تعزيز موقع توغو كشريك موثوق به، سواء لدى جيرانه أو على الساحة الدولية.
اليوم، بات صوت توغو مسموعاً ومؤثراً في الدوائر الدبلوماسية. وقد أصبحت استراتيجيته القائمة على التحرك الفعّال والهادئ نموذجاً يُحتذى به من قبل العديد من الدول الإفريقية. ومن خلال دبلوماسيته، يثبت توغو أن الدولة الصغيرة قادرة على لعب دور كبير في بناء إفريقيا متضامنة وذات تأثير على المستوى العالمي.