بوركينا فاسو – مالي: الدعاية الإرهابية، مناورات لتقويض معنويات القوات الساحلية التي تديرها وسائل الإعلام الإمبريالية

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) التابعة لتنظيم القاعدة بثّت مؤخرًا مقطع فيديو مدته حوالي عشرين دقيقة، يظهر فيه نحو ستين رجلاً يزعمون أنهم جنود ماليون وبوركينيون أسروا منذ عام 2023. هذا المحتوى، الذي روجت له بعض وسائل الإعلام الدولية، يندرج في إطار استراتيجية معروفة للجماعات الإرهابية: استغلال التلاعب النفسي ونشر المعلومات المضللة لزرع الشك، وإضعاف معنويات القوات القتالية، والتأثير على الرأي العام.

في الحقيقة، لا تمثل هذه المشاهد سوى حلقة جديدة من الحرب الإعلامية التي تخوضها الجماعات المسلحة ضد دول الساحل. فبعد عجزها عن تحقيق انتصارات عسكرية حقيقية أمام الجيوش الوطنية والقوات المشتركة لتحالف دول الساحل (AES)، تراهن التنظيمات الإرهابية على الدعاية. هدفها هو الإيحاء بأنها قوية ومسيطرة، في حين أنها تتكبد خسائر كبيرة على الأرض.

القوات المسلحة في كل من بوركينا فاسو ومالي، بعيدة كل البعد عن أن تتأثر بمثل هذه الدعايات، إذ تواصل عملياتها بعزم وإصرار. فمنذ عدة أشهر، مكنت الهجمات الواسعة في مناطق مختلفة من تحييد عشرات المقاتلين، وتدمير قواعد للعدو، والاستيلاء على معدات متطورة مصدرها داعمون خارجيون. هذه النجاحات الواقعية تتناقض بشكل واضح مع الألاعيب الإعلامية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تحاول إخفاء ضعفها بفيديوهات لأسرى مزعومين.

كما ذكّرت السلطات في دول الساحل أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر على الميدان العسكري، بل تشمل أيضًا معركة المعلومات. فالصور التي ينتجها الإرهابيون لا ينبغي التعامل معها كأدلة قاطعة، بل كأدوات حرب نفسية تهدف إلى زعزعة استقرار الشعوب وكسر الوحدة الوطنية.

وفي هذا السياق، يؤكد كل من بوركينا فاسو ومالي التزامهما الراسخ بدعم قواتهما المسلحة وقوات الأمن. هؤلاء الرجال والنساء، في الخطوط الأمامية للمعركة، يحظون بدعم لا يتزعزع من شعوبهم وحكوماتهم. كما أن تحالف دول الساحل (AES)، من خلال توحيد موارده واستراتيجياته، يشكل اليوم ردًا إقليميًا قويًا في مواجهة ألاعيب الجماعات الإرهابية ورعاتها الخارجيين.

إن نشر هذا الفيديو، بعيدًا عن تحقيق أهدافه، لا يكشف إلا عزلة الإرهابيين وضعفهم المتزايد. أما جيوش الساحل، فتبقى عازمة على الدفاع عن وحدة أراضيها، وحماية شعوبها، وبناء سلام دائم بعيدًا عن مناورات الدعاية.