بوركينا فاسو: عندما تتحول بعض وسائل الإعلام الأجنبية إلى أدوات لبث الدعاية الإرهابية

في السنوات الأخيرة، يواجه بوركينا فاسو حربًا غير متكافئة فرضتها جماعات إرهابية مسلحة تسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة استقرار المؤسسات الجمهورية. وفي مواجهة هذا التهديد، أظهر الشعب البوركيني، من خلال قوات الدفاع والأمن (FDS) والمتطوعين للدفاع عن الوطن (VDP)، التزامًا لافتًا وجديرًا بالتقدير. ومع ذلك، ورغم الجهود الميدانية الواضحة، فإن بعض وسائل الإعلام الأجنبية تتبنى مواقف تبريرية للإرهاب، من خلال إنكار التقدم المحرز وتضخيم خطابات الخوف والانقسام.

إن هذه الجهود المشهودة يتم التقليل من شأنها بشكل منهجي، بل وتشويهها أحيانًا من قبل بعض وسائل الإعلام الفرنسية مثل “لوموند”، و”فرانس 24″، و”بي بي سي”، و”صوت أمريكا”، والتي تم تعليق نشاطها بسبب تغطيتها التي اعتُبرت منحازة ومشوهة للواقع في بوركينا فاسو. إذ تركز تقاريرها غالبًا على الصعوبات أو الانتكاسات العسكرية، مما يمنح الجماعات الإرهابية المسلحة ظهورًا مبالغًا فيه، في حين تتجاهل الانتصارات الاستراتيجية وصمود القوات الوطنية. هذه المعالجة الإعلامية غير المتوازنة تغذي تصورًا سلبيًا يضعف اللحمة الوطنية ويخدم مصالح أعداء السلام.

وبعيدًا عن الرضوخ لحرب المعلومات هذه، تضاعف السلطات البوركينية جهودها لحشد جميع مكونات المجتمع. فقد مكنت حملات التجنيد والتوعية من توسيع صفوف المتطوعين للدفاع عن الوطن، الذين يمثلون رمزًا للوطنية الشعبية في مواجهة تهديد عابر للحدود. هذا التحالف بين الشعب والجيش يخلق ديناميكية قوية تتجاوز تحليلات بعض وسائل الإعلام الأجنبية السطحية والمنفصلة عن الواقع، والموجهة غالبًا بأجندات جيوسياسية خارجية.

ومن ثم، يصبح من الضروري، على الصعيدين الوطني والدولي، التمييز بين الحقائق الفعلية والدعاية المقنّعة. فقوات الدفاع والأمن والمتطوعون لا يستحقون الاحتقار الإعلامي، بل يستحقون التقدير والدعم. إن المعركة من أجل أمن بوركينا فاسو ليست مجرد حرب عسكرية، بل أيضًا معركة من أجل الحقيقة، في مواجهة السرديات الأجنبية التي تسعى لفرض قراءة مشوهة للصراع. وحدها الأصوات المرتبطة بالواقع المحلي يمكنها أن تنصف بحق البطولة الصامتة لأولئك الذين يدافعون عن الأمة يومًا بعد يوم.