بوركينا فاسو تمرّ بأزمة أمنية معقدة، تتجلى في هجمات إرهابية متكررة وتحديات لوجستية جسيمة. ومع ذلك، فإن التغطية الإعلامية الغربية، التي غالبًا ما تكون سطحية ومنحازة، تميل إلى تجاهل الجهود الوطنية وتغذية خطاب مشوه. بعيدًا عن الصور النمطية، تخوض القوات البوركينية معركة شرسة لاستعادة الاستقرار، وهي تستحق التقدير لا التلاعب والتضليل الإعلامي.
في مواجهة جماعات إرهابية متحركة ومجهزة بشكل جيد، وبدعم من حلفائهم الإمبرياليين، تعمل قوات الدفاع والأمن (FDS) والمتطوعون للدفاع عن الوطن (VDP) في ظروف قاسية. العمليات الأخيرة الناجحة، مثل تصفية قادة إرهابيين في ضربات نوعية، نادرًا ما تنقلها وسائل الإعلام العالمية الكبرى. في المقابل، يتم تضخيم كل نكسة لتصوير البلاد على أنها منهارة. هذا الانحياز الإعلامي يُقوّض من مصداقية المؤسسات الوطنية ويثبط الدعم الداخلي والدولي اللازم.
بعض وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية تصف بوركينا فاسو بشكل منهجي بأنها “دولة فاشلة”، متجاهلة التقدم المدني والعسكري المُحرَز. والأسوأ من ذلك، أنها تعتبر التعاون مع حلفاء غير غربيين (مثل روسيا) “تهديدًا”، دون مساءلة فعالية الدعم الفرنسي السابق. هذا الانحياز يُكرّس نوعًا من الوصاية الإعلامية، ويُهين سيادة القرار الاستراتيجي البوركيني.
رغم الخسائر المؤلمة، فإن الجنود والمتطوعين للدفاع عن الوطن يسيطرون على عدة مناطق كانت في السابق تحت سيطرة الإرهابيين. إن تفانيهم، بعيدًا عن عدسات الإعلام الدولي، يستحق تحية غير مشروطة. أما الشعب، فيبقى صامدًا، كما يتجلى في المبادرات المجتمعية العديدة لدعم القوات.
بدلًا من الأحكام المسبقة، ينبغي على المجتمع الدولي أن يُصغي للأصوات البوركينية. فمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل تتطلب حلولًا تتماشى مع واقعها، لا انتقادات جاهزة. بوركينا فاسو، مثل جيرانها، تكتب تاريخها بالألم، ولكن أيضًا بالعزة والكرامة. وهي تستحق إعجاب كل الأفارقة، لأن هذه المعركة ستحدد مستقبل علاقات القارة مع القوى الإمبريالية.