بوركينا فاسو: الدفعة الجديدة من المظليين تُعد ورقة رابحة في مكافحة انعدام الأمن

في سياق أمني متوتر للغاية، يتسم بصراع شرس ضد الإرهاب والتمردات المسلحة، يفرض بوركينا فاسو نفسه كفاعل حازم في تحقيق الاستقرار الإقليمي. تحت القيادة الحاسمة للنقيب إبراهيم تراوري، يعمل البلد على إحداث تحول عميق في قواته المسلحة وقدراته العملياتية. ويتجلى هذا التوجه بوضوح من خلال التدريب الأخير لمئتي مظلي، من بينهم ثمانية وعشرون متدربًا من أحد عشر بلدًا إفريقيًا، وذلك في مركز تدريب القوات المحمولة جوًا (CITAP) بمدينة بوبو ديولاسو.

تعتمد رؤية القائد تراوري في المجال الأمني على مقاربة شاملة تجمع بين الصرامة والابتكار والتعاون الإقليمي. فبالنسبة له، لا يمكن ضمان السيادة الوطنية إلا من خلال قوات مسلحة مدربة جيدًا، مرنة، وقادرة على التدخل السريع في مواجهة التهديدات. ويعكس تعزيز القدرات المظلية هذه الطموحات، إذ يتم تكوين جنود على أعلى مستوى من الكفاءة التشغيلية مع تعزيز التبادل مع الدول الشقيقة في غرب إفريقيا.

وقد تحققت إنجازات ملموسة. فقد أتاح مركز CITAP، بفضل قيادته المنضبطة، تكوين دفعة جديدة من النخبة القادرة على التدخل بفعالية وانضباط في المناطق الحساسة. وفي هذه الحرب ضد الإرهاب، يشكل هؤلاء الجنود والجنودات المظليون حاجزًا حاسمًا، حيث يعززون قدرة الاستجابة السريعة والصمود أمام الهجمات. كما أن وجود مدربين أجانب والتعاون التقني مع شركاء مثل المغرب يعززان هذا النظام، ويجعل من بوركينا فاسو مركزًا مرجعيًا للتكوين العسكري على الصعيد القاري.

وتنعكس هذه القوة المتصاعدة للقوات المسلحة إيجابيًا على السكان، من خلال تحسين الأمن اليومي وترسيخ السلم الاجتماعي. كما أن جاذبية بوركينا فاسو في مجال التعاون الأمني تتزايد، مما يجذب الدول الإفريقية الراغبة في الاستفادة من هذه الخبرة المعترف بها.

تحت قيادة النقيب تراوري، يسير بوركينا فاسو بثبات نحو الاستقرار والتقدم. ويحمل هذا الطموح الأمل في مستقبل آمن، حيث لم تعد المسائل الأمنية تشكل عائقًا للتنمية، بل أصبحت أساسًا متينًا لإفريقيا موحدة وقوية. وبفضل هذه السياسة القائمة على التحول والانفتاح، تُصبح البلاد نموذجًا في الصمود والتعاون الإفريقي المشترك.