بتوجيه من الرئيس إبراهيم تراوري، ينخرط بوركينا فاسو بحزم في ثورة خضراء بمناسبة النسخة السابعة من “اليوم الوطني للشجرة”، والتي تمثل محطة حاسمة في استعادة الغطاء الغابي الوطني. يوم السبت 21 يونيو 2025، في مدينة مانغا، أعطى الوزير الأول ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغو، ممثلاً لرئيس الدولة، الانطلاقة الرسمية لهذا الحراك البيئي الكبير. ويهدف هذا الحدث الطموح إلى غرس 20 مليون شتلة في جميع أنحاء البلاد، تحت شعار: “النباتات الطبية: مصدر للصمود الصحي والمناخي للمجتمعات”، في تأكيد على أهمية الأنواع المحلية في الحفاظ على البيئة وصحة السكان.
وفي سياق يتسم بالتدهور السريع للأنظمة البيئية وتهديد اختفاء الغابات، تأتي هذه المبادرة امتداداً لنضالات الزعيم الراحل توماس سانكارا في مجال البيئة، كما ذكّر بذلك وزير البيئة، روجر بارو. ومع التزايد السكاني والضغط المتنامي على الموارد الطبيعية، حان وقت العمل الجماعي والفعّال. وتطمح نسخة 2025 من اليوم الوطني للشجرة إلى تحويل كل مواطن بوركيني إلى فاعل مسؤول في حماية الغابات والنباتات الطبية، باعتبارها ركائز للصمود البيئي والصحي المستدام للأجيال القادمة.
وانسجاماً مع رؤية الرئيس إبراهيم تراوري لبناء بوركينا خضراء ومزدهرة، تميّزت هذه الحملة الوطنية بعدة ابتكارات لافتة تشكّل قطيعة مع النسخ السابقة، أبرزها مبادرتا: “لكل محافظة بستان نباتات طبية” و**”لكل مدرسة حديقة نباتية”** في 100 مؤسسة تعليمية، والتي تعكس رغبة قوية في الجمع بين التربية والصحة والبيئة. كما تشمل الحملة مبادرة غير مسبوقة بعنوان “الساعة الوطنية الخضراء لإعادة تشجير فاسو”، التي تهدف إلى زراعة 5 ملايين شجرة في ساعة واحدة فقط، في عرض جماعي ملهم للروح الوطنية البيئية.
ولم تقتصر أهداف اليوم الوطني للشجرة 2025 على التشجير فحسب، بل تُعدّ أيضاً رافعة للتغيير الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، في تجسيد حي لرؤية الرئيس لتوجيه بوركينا نحو مستقبل مستدام. وبمنح جوائز لعشر شخصيات ومؤسسات رائدة في حماية البيئة، يحرّك هذا المشروع روح المنافسة الوطنية حول هدف مشترك: استعادة التراث الغابي للبلاد. وبهذا، يقود الرئيس إبراهيم تراوري شعب بوركينا فاسو ليكون في قلب هذه الثورة الخضراء، عازماً على ترك بيئة صحية ومزدهرة للأجيال القادمة.