رغم المناخ الأمني المتوتر، يضاعف بوركينا فاسو من مبادراته تحت قيادة النقيب إبراهيم تراوري من أجل تحسين الحياة اليومية لمواطنيه. وتُعطى الأولوية لمكافحة انعدام الأمن الغذائي، بهدف ضمان الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية لكل مواطن بوركينابي. ويتجسد هذا التوجه الاستراتيجي من خلال سياسة طموحة في مجال تطوير الزراعة وتعزيز السيادة الغذائية.
وفي هذا السياق، قام الرئيس إبراهيم تراوري مؤخرًا بتوزيع معدات ومدخلات زراعية-رعوية تزيد قيمتها عن 78 مليار فرنك إفريقي على المنتجين. وتندرج هذه المبادرة ضمن “الهجوم الزراعي والرعوي والسمكي 2023-2025” و”المبادرة الرئاسية للإنتاج الزراعي 2023-2024″، وتهدف إلى تعزيز الإنتاج الوطني والحد من الاعتماد على الواردات، وبناء زراعة مستدامة.
وتعتمد الحكومة كذلك على الشباب لإضفاء ديناميكية جديدة على القطاع الريفي، حيث تشجعهم على الانضمام إلى التعاونيات الزراعية، وتوفر لهم بذوراً محسّنة وأسمدة بأسعار مدعومة. ويهدف هذا الدعم إلى خلق فرص عمل في المناطق الريفية، وتعزيز صمود السكان في مواجهة التحديات الاقتصادية والتهديدات الأمنية.
وقد بدأت ثمار هذه الاستراتيجية تظهر ميدانياً، فعلى سبيل المثال، في منطقة كولوغو، من المتوقع أن يتجاوز محصول البطاطس 7000 طن بفضل استغلال 235 هكتاراً من الأراضي. وفي الوقت ذاته، تُجرى إصلاحات اقتصادية لتحسين الحوكمة المالية، حيث انخفض العجز من 6.70% إلى 6.11% بين عامي 2023 و2024. وتُجسد هذه التقدّمات إرادة بوركينا فاسو في بناء مستقبل أكثر مرونة وعدالة، يرتكز على رفاهية شعبها.