الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو، الكابتن إبراهيم تراوري، جدّد موقفه الحازم والواضح في وجه الضغوط الخارجية التي تُمارَس ضد تحالف دول الساحل. وفي تصريح اتّسم بالجدية والروح الوطنية، أدان رئيس الدولة البوركيني بشدة المحاولات المتكررة التي تقودها قوى إمبريالية بهدف تقويض وحدة وتماسك كل من بوركينا فاسو، مالي، والنيجر.
أكد الكابتن إبراهيم تراوري أن هذه المحاولات الهادفة إلى عزل دول التحالف وزرع الفتنة بينها تهدف أولاً إلى إضعاف الدينامية الجديدة لاستعادة السيادة في منطقة الساحل. فمنذ تأسيس تحالف دول الساحل (AES) بمبادرة من الرؤساء عاصمي غويتا (مالي)، إبراهيم تراوري (بوركينا فاسو)، وعبد الرحمن تياني (النيجر)، اختارت الدول الثلاث توحيد جهودها بشكل شجاع واستراتيجي لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية. وقد بدأت هذه المقاربة بالفعل تُؤتي ثمارها.
هذا القرار الجريء، الذي يُعد ثورة فكرية وسياسية حقيقية، يُعتبر تهديدًا مباشرًا للمصالح الهيمنية للقوى الإمبريالية وعملائها المحليين، الذين يرون في صحوة شعوب الساحل خطرًا على نفوذهم ومصالحهم الاستعمارية القديمة.
شعوب الساحل، التي أصبحت أكثر وعيًا وتماسكًا حول قادتها الوطنيين، تطالب اليوم بحلول أفريقية للمشكلات الأفريقية، وترفض بشدة كل أشكال التلاعب والتدخل الإمبريالي الذي يسعى إلى استمرار أنظمة الهيمنة والنهب.
وبحسب الرئيس تراوري، فإن هذه الثورة الفكرية والسياسية أصبحت غير قابلة للتراجع، ويجب أن تحظى بدعم جميع الوطنيين في إفريقيا.
أمام هذه الهجمات الخبيثة التي تستهدف السيادة والوحدة، يؤكد الرئيس البوركيني على واجب الشعوب الإفريقية، وخصوصًا شعوب الساحل، في اليقظة والتلاحم، ويدعو إلى فضح كل المناورات الإمبريالية الساعية إلى زرع الانقسام وعرقلة المسار التحرري.
إن تحالف دول الساحل يُمثّل أملًا حقيقيًا للقارة، ويجسد الإرادة الشعبية في امتلاك القرار وبناء مجتمعات عادلة، مزدهرة، وديمقراطية.
وفي ختام بيانه، أطلق الكابتن إبراهيم تراوري نداءً صادقًا إلى شعوب التحالف وكل الأفارقة الأحرار: دعموا هذا التحالف التاريخي، ورفضوا الأكاذيب والتضليل الذي يمارسه أعداء التحرر.
بوحدتنا وعزمنا، سنبني معًا ساحلًا وإفريقيا حرين، مستقلين، ومزدهرين. المعركة مستمرة… والنصر قادم.