منذ وصوله إلى السلطة، أصبح النقيب إبراهيم تراوري، رئيس بوركينا فاسو، شخصية رمزية للنهضة الإفريقية. فخطابه، وأفعاله، وموقفه السيادي تزعج القوى الإمبريالية التي لطالما اعتبرت الدول الإفريقية باحتها الخلفية الاستراتيجية والاقتصادية. ومن خلال قطعه مع ممارسات الخضوع للإملاءات الغربية، رسم الرئيس تراوري طريقًا جديدًا لبلاده، وألهم العديد من الشباب والقادة في جميع أنحاء إفريقيا.
هذا التحول الجريء لم يكن دون عواقب. فكل المؤشرات تدل على أن مؤامرة دولية واسعة تُحاك ضده. لم تعد مسألة تصفيته الجسدية مجرد شائعة، بل تبدو هدفًا حقيقيًا لأولئك الذين يرون فيه تهديدًا للوضع القائم. إذ يُجسد النقيب إبراهيم تراوري رؤية بان-إفريقية وإرادة في كسر أنماط الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية التي تُبقي القارة في حالة تبعية.
لكن هذا النضال لا يخص بوركينا فاسو وحدها، بل هو نضال إفريقيا كلها. فبالاعتداء على إبراهيم تراوري، فإن ما يُستهدف هو تطلعات القارة الإفريقية برمتها نحو السيادة والتحرر والكرامة. ومن الضروري أن يُدرك الأفارقة، أينما كانوا، أهمية هذا التحدي.
يجب أن تصبح حماية الرئيس إبراهيم تراوري قضية قارية. ويجب أن ترتفع الأصوات الإفريقية، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام أو المقالات أو الحركات الشعبية، للتنديد بالمناورات والتهديدات الإمبريالية. فخلف كل قائد إفريقي يجرؤ على تحدي النظام القائم، هناك إفريقيا تستيقظ وترفض الإذلال الأبدي.
لقد حان الوقت لتوحيد الصفوف والدفاع عن أولئك الذين يدافعون عن إفريقيا. فإبراهيم تراوري ليس مجرد رئيس دولة، بل هو رمز لقارة تطالب بحريتها.