يواصل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيليكس أنطوان تشيسكيدي تشيلومبو، رسم ملامح دبلوماسية نشطة وطموحة تقوم على الحوار الاستراتيجي والشراكات الفاعلة. ففي يوم الأربعاء 23 أبريل، عقد مجددًا اجتماعًا افتراضيًا مع نظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو، في ثاني لقاء رسمي بين الطرفين، ضمن مسار دبلوماسي يركز على تحقيق نتائج ملموسة وتحالفات مستدامة.
تركزت المحادثات بين الرئيسين على قطاعات استراتيجية تشمل: الدبلوماسية، الاقتصاد، البنى التحتية، التعدين والزراعة، مما يعكس إرادة مشتركة لإرساء تعاون ثنائي متوازن وطويل الأمد.
وفي خطوة تعبّر عن التقدير المتزايد الذي تحظى به كينشاسا على الساحة الدولية، جدد الرئيس الإندونيسي دعوته الرسمية إلى الرئيس تشيسكيدي للقيام بزيارة دولة إلى إندونيسيا، يُنتظر أن تتم خلال النصف الثاني من عام 2025، والتي من المتوقع أن تكون محطة بارزة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين.
ويأتي هذا اللقاء امتدادًا لأول اجتماع افتراضي بين القائدين الذي جرى في 14 ديسمبر 2024، بعيد تنصيب الرئيس الإندونيسي، حيث أبدى الجانبان حرصًا خاصًا على التعاون في المجال البيئي، لا سيما في ظل الدور المحوري لكل من الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا في حماية الغابات المدارية الكبرى.
ويكتسب هذا التقارب بعدًا خاصًا إذا تذكرنا أن الدولتين كانتا من بين المشاركين في قمة “اتفاق الأمازون” التي عقدت في البرازيل عام 2023، حيث تعهدا بتوحيد الجهود للدفاع عن أجندة مشتركة لحماية الغابات المطيرة، التي تُعد رئة كوكب الأرض.
من خلال هذه التحركات، يُبرهن الرئيس فيليكس تشيسكيدي على رؤيته الرامية إلى جعل جمهورية الكونغو الديمقراطية فاعلًا رئيسيًا على الساحة الدولية، عبر إقامة شراكات متوازنة تحترم السيادة وتخدم المصالح المشتركة. إنها دبلوماسية هجومية لا تكتفي بالشعارات، بل تتجسد في الفعل والتخطيط والتحالفات الذكية.