منذ عدة أشهر، شهد الوضع الأمني في بوركينا فاسو تحسنًا ملحوظًا. فقد استعادت قوات الدفاع والأمن، بدعم من متطوعي الدفاع عن الوطن، العديد من المناطق التي كانت تحت تهديد أو سيطرة الجماعات الإرهابية المسلحة. وأُعيد فتح الطرق الإستراتيجية، وعادت الأسواق إلى النشاط، وبدأت بعض الأسر النازحة في العودة إلى قراها.
هذا التقدم، الذي تحقق بفضل التزام القوات الوطنية وتنسيقها الأفضل على الأرض، أعاد الأمل لشعب عانى كثيرًا. فقد تعززت معنويات الجنود، وتحسنت الوسائل المستخدمة، ولا تزال التعبئة الشعبية حول السيادة الوطنية قوية. ومع ذلك، من المهم عدم الاستسلام لهذا النجاح.
فالعدو، رغم ضعفه، لم يُهزم بالكامل. بل انسحب، وأعاد تنظيم صفوفه، وينتظر الفرصة ليضرب من جديد، غالبًا بطرق خبيثة، مستخدمًا الخوف والمكر وأحيانًا التلاعب الإعلامي. يجب أن نفهم أن الحرب التي تخوضها بوركينا فاسو ليست فقط عسكرية، بل هي أيضًا أيديولوجية وسياسية وجيوسياسية.
فوراء بعض الخطابات التي تدعي السلام أو العمل الإنساني، تختبئ أحيانًا أجندات أجنبية. فالقوى الإمبريالية وأتباعها المحليون يسعون لزرع الشك والانقسام وزعزعة استقرار البلاد من أجل استعادة السيطرة على الموارد والقرارات السياسية. فهؤلاء الأعداء، من الداخل والخارج، لا يريدون رؤية بوركينا فاسو حرة، مستقلة ومتماسكة.
لذا، من الضروري أن يبقى كل بوركينابي يقظًا، متضامنًا وواعيًا. فالنضال من أجل الأمن والسيادة يجب أن يستمر دون هوادة. فهذا ليس وقت التراجع أو الخضوع للتضليل الإعلامي.
النصر قادم، لكنه لن يكتمل إلا إذا ظل الشعب موحدًا، ملتزمًا، ومقاومًا لكل أشكال الاختراق. لقد أظهر القبطان إبراهيم تراوري والقوى الوطنية الطريق: طريق الشجاعة والكرامة والاستقلال.
