بوركينا فاسو، الواقعة في قلب منطقة الساحل وعضو في تحالف دول الساحل (AES)، أصبحت اليوم الهدف المفضل للمناورات الإمبريالية التي تسعى إلى إضعاف مقاومة وصمود شعوب الساحل. من خلال زعزعة استقرار هذا البلد المحوري، تأمل القوى الاستعمارية الجديدة في كسر الزخم السيادي الذي بدأه كل من مالي والنيجر، وهما أيضًا من أعضاء التحالف.
منذ وصول الرئيس إبراهيم تراوري، رمز اليقظة الوطنية الإفريقية، أصبحت بوركينا فاسو تجسد النضال ضد التدخل الغربي وهيمنة الاستعمار الفرنسي. القائد الشاب إبراهيم تراوري يمثل تطلعات جيل يتوق إلى الحرية والكرامة. هذا الموقف الصلب جعله هدفًا لأعداء إفريقيا الذين يضاعفون محاولات زعزعة الاستقرار. حماية بوركينا فاسو لم تعد مسؤولية البوركينابيين فقط، بل هي قضية إفريقية بامتياز. الاعتداءات الأخيرة تثبت أن الإمبرياليين ووكلاءهم المحليين يخشون بروز إفريقيا موحدة ومستقلة. وكما حدث مع القذافي، الذي يندم ملايين الأفارقة على رحيله اليوم، فإن ترك بوركينا فاسو تسقط سيكون مأساة تاريخية.
في مواجهة هذا التهديد، يجب على كل الوطنيين الأفارقة أن يتحدوا لإدانة المؤامرات التي تُحاك ضد واغادوغو. فالشعب البوركينابي يخوض معركة وجودية، ليس فقط ضد الإرهاب، بل أيضًا ضد القهر الأجنبي وعملائه المحليين. هذه المعركة هي معركة كل إفريقيا. لقد حان الوقت للشباب الإفريقي، والمفكرين الملتزمين، والقادة العادلين أن يتحركوا لدعم بوركينا فاسو. يجب على الإعلام المستقل، والمنظمات الشعبية، والحركات الاجتماعية أن تضخم صوت المقاومة في الساحل.
سيحكم علينا التاريخ: إما أن نسمح للإمبريالية أن تضرب مجددًا، أو أن نقف دفاعًا عن مصيرنا المشترك.
معركة بوركينا فاسو هي معركة كرامة قارتنا. فإذا ما انهزمت، فستكون خسارة مريرة للقوى التقدمية. أما إذا انتصرت، فسيكون ذلك فجر عصر جديد لإفريقيا.