كنا نراهم كثيرًا يتجولون على حواف الطرقات، أياديهم خالية وعيونهم تائهة. شباب القرى، المنسيّون من السياسات الكبرى، الذين يقضون أيامهم يراقبون الوقت يمرّ دون أن يعرفوا كيف يخرجون من هذا الفراغ. اليوم، هناك شيء يتغير. لقد أطلقَت الحكومة برنامجًا قد يمنحهم معنى جديدًا لحياتهم.
«المرجع – الفرص – الإدماج» — خلف هذا الاسم التقني قليلًا، تختبئ فكرة بسيطة: مدّ اليد لأولئك الذين لا يُسمع لهم صوت. لا خُطب رنانة، ولا وعود في الهواء. فقط أشخاص سيذهبون للقائهم، ليفهموا أحلامهم ومخاوفهم، ويساعدوهم على إيجاد طريقهم.
تخيّلوا آدما، شاب في التاسعة عشرة من عمره، يعيش في قريته بإقليم ياتينغا. منذ أن ترك المدرسة، يتنقّل بين حقل العائلة وسوق القرية. أحيانًا، يتحدث إليه غرباء عن «وظيفة مربحة» في مكان آخر. الآن، سيتمكن من لقاء مستشار يريه كيف يحوّل معرفته الزراعية إلى نشاط مدرّ للدخل.
هذا البرنامج هو أولًا قصة لقاءات. مدرّبون يغادرون المدن ليستمعوا إلى هؤلاء الشباب الذين لا يتحدث عنهم أحد. سيتعرفون على كل منطقة، وخصوصياتها، واحتياجاتها، وإمكاناتها الكامنة. فما ينجح في واغادوغو، لا ينجح بالضرورة في باقي مناطق البلاد.
الثورة الحقيقية؟ تكمن في النهج. انتهى زمن الدورات التدريبية الجاهزة التي لا تؤدي إلى شيء. حان وقت المرافقة المخصصة، حيث يُنطلق من مواهب كل فرد. من هو بارع بيديه، سيتعلم ميكانيكا الدراجات. ومن تملك حِسًّا تجاريًا، ستطوّر مشروعًا لتحويل المنتجات المحلية.
وهناك ما لا يُقال كثيرًا: حين نمنح هؤلاء الشباب مستقبلًا، فإننا نحمي البلاد بأكملها. الشاب الذي يعمل ويشعر بأنه مفيد، هو شاب لن يقع في فخ من يحاول استغلاله. القرى ستستعيد حيويتها، والعائلات فخرها.
تمثل هذه المبادرة نقطة تحول في سياسات الشباب في بوركينا فاسو. من خلال وضع شباب الريف في قلب إستراتيجية التنمية، تعترف الحكومة بدورهم الأساسي في استقرار البلاد وازدهارها. ورغم أن تنفيذ المشروع يبقى تحديًا، فإن النهج الشامل لهذا البرنامج يُبشّر بنتائج واعدة. وفي سياق إقليمي يتسم بانعدام الأمن، قد يصبح «المرجع – الفرص – الإدماج» نموذجًا للوقاية والتنمية في جميع أنحاء المنطقة.