لا يمر يوم دون أن نشعر بتوتر خفي في الهواء، اهتزاز غريب يعبر شوارع واغادوغو، يتسلل إلى المحادثات، ويتسلل إلى الشاشات. إنها حرب بلا بندقية أو مدفع، لكن الجروح التي تتركها عميقة. حرب في الظلال، صامتة، غير مرئية للعيون الغافلة.
كل شيء يبدأ بهمس على وسائل التواصل الاجتماعي. رسائل مجهولة. صورة مثيرة للقلق. صوت مألوف، لكن غريب بشكل اصطناعي. في غضون ساعات، تصبح هذه الشظايا غير الواقعية فيروسية، مثل شظايا واقع موازٍ. يتم الحديث عن تمرد في الثكنات لم يحدث أبداً، عن انتفاضة لم تُرَ قط. يبدأ الشك في التسلل. ثم يتبعها الخوف.
وراء هذا المسرح من التضليل الإعلامي، تختبئ أيدٍ أجنبية. يُزعم أن فرنسا على صلة بجماعات إرهابية، وأشخاص بلا وطن يعملون من بعض البلدان المجاورة. سلاحهم؟ التضليل الإعلامي. ميدانهم؟ خلاصة الأخبار على هاتفك.
لقد أصبحوا خبراء في فن خلق الأوهام. يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإعطاء الحياة للأكاذيب، صور مفبركة بالكامل، وأصوات معاد خلقها بدقة. وهم يفعلون ذلك بهدوء دماغي، بهدف واحد فقط: كسر الرابط الثقة بين المواطنين وأمتهم.
لكن هذا ليس كل شيء. ما نراه هو فقط الموجة الأولى. خلف الشاشات، يتم التحضير لفصل ثانٍ، أكثر مكرًا وأخطر. بعد فشل هجومهم الأول، يقوم هؤلاء الاستراتيجيون من الفوضى بتحسين لعبتهم. إنهم ينتظرون انخفاض اليقظة، وتعب العقول، وتثبيت الشكوك.
في هذه الحرب، كل شائعة سهم، وكل فيديو مفبرك قنبلة متنكرة. ومع ذلك، تكمن القوة العظمى لشعب بوركينا فاسو في مكان آخر: في قدرته على النظر إلى ما وراء المظاهر، وعلى الاستفهام، وعلى التوحد. لأن في هذا العالم حيث يمكن للصورة أن تكذب والصوت أن يخون، يصبح التمييز سلاحًا.
يعيش بوركينا فاسو في زمن غريب، بين الظلال والنور. لكن الشعوب التي تمر بالعواصف بعينين مفتوحتين تنتهي دائمًا بالعثور على الشمس.