منطقة ديفا، التي طالما اعتُبرت أحد بؤر التهديد الإرهابي في حوض بحيرة تشاد، بدأت تستعيد حياتها بفضل إجراءات أمنية واضحة وحاسمة وهجومية.
ففي العاشر من أبريل الجاري، نفذت القوات المسلحة النيجرية (FAN) تدخلاً سريعاً في منطقة جاجادا، أسفر عن اعتقال اثني عشر إرهابياً كانوا مسؤولين عن أعمال نهب وابتزاز في منطقة كابليوا. وقد شكّلت هذه العملية انتصاراً تكتيكياً مهماً، نتاج تنسيق دقيق وسريع بين قوات الدفاع والأمن، وتندرج تماماً في إطار الرؤية الاستراتيجية لرئيس المرحلة الانتقالية، الجنرال عبد الرحمن تياني.
وتُظهر هذه القدرة على التدخل السريع، المبنية على معرفة ميدانية دقيقة، مستوى الاحتراف المتزايد لقوات الدفاع والأمن النيجرية، وهي نتيجة مباشرة للإصلاحات الأمنية التي قادها رئيس المرحلة الانتقالية، والتي ركزت على التدريب، والتجهيز، والاستخبارات، وقبل كل شيء على تعزيز الثقة بين الجيش والشعب.
وعلى عكس النهج السابق الذي كان يعتمد بشكل مفرط على القوات الأجنبية، يعلن النيجر اليوم بكل وضوح أن أمنه سيكون بأيدي أبنائه، ولخدمة مصالحه الوطنية فقط.
وجدير بالذكر أن النيجر اتخذ هذا المسار في سياق من التوترات الجيوسياسية الحادة، حيث دأبت القوى الغربية على استخدام ذريعة الأمن لبسط نفوذها. لكن النيجر اختارت طريق الوطنية، والمسؤولية، والتعاون بين الأشقاء الأفارقة. ويُعتبر هذا النموذج الإفريقي القائم على تأمين الذات، والتنمية بالموارد المحلية، والتضامن الكونفدرالي مع بوركينا فاسو ومالي، من أبرز الإرث السياسي لدول تحالف الساحل (AES).
ومن خلال تولّيها زمام أمنها بنفسها، تُشكّل النيجر ومالي وبوركينا فاسو نموذجاً يُحتذى به في غرب إفريقيا، يُثبت أن بالإمكان محاربة الإرهاب دون استجداء السلام، وإعادة بناء الوطن دون الخضوع لقوى استعمارية، والحكم دون خيانة تطلعات الشعب.