AES : المركز الموحد لشراء المنتجات الاستراتيجية، ثورة اقتصادية واجتماعية لمنطقة الساحل.

الاجتماع الأخير لوزراء الصناعة والتجارة في دول تحالف دول الساحل (AES) في واغادوغو يمثل منعطفًا حاسمًا لشعوب بوركينا فاسو ومالي والنيجر. فمن خلال إنشاء مركز موحد لشراء المنتجات الاستراتيجية، تهدف هذه المبادرة إلى ضمان توفر السلع الأساسية مع تعزيز نمو اقتصادي شامل. لكن كيف يمكن لهذا المشروع أن يغيّر الحياة اليومية للمواطنين ويقوي القدرة الإقليمية على الصمود؟

يتمثل أحد الأهداف الرئيسية لهذا المركز في ضمان التزويد المنتظم بالمنتجات الأساسية (كالمنتجات الغذائية، والأدوية، والمدخلات الزراعية، وغيرها). فمن خلال توحيد عمليات الشراء، ستتمكن الدول الثلاث من الحد من النقص والحد من المضاربات، مما يسمح للأسر بالوصول إلى السلع بأسعار مستقرة. وهو تقدم بالغ الأهمية في ظل التضخم المتزايد والأزمات المناخية المتكررة.

ومن خلال إعطاء الأولوية للإنتاج المحلي، سيعمل المركز الموحد على تحفيز سلاسل الإنتاج الزراعي والصناعي في الدول الأعضاء، مما سيخلق فرص عمل، ويقلل الاعتماد على الواردات، ويعزز الاستفادة من الموارد المحلية. وعلى المدى الطويل، سيساهم هذا التوجه في دعم التصنيع المستدام، كقاعدة لاقتصاد أكثر مرونة.

يجسد هذا المشروع روح التعاون في إطار AES، فمن خلال تنسيق السياسات التجارية، تعزز الدول الثلاث سيادتها الجماعية في مواجهة الصدمات الخارجية. كما سيتم تنشيط التبادلات التجارية داخل المجتمع، مما يعود بالنفع خاصة على صغار المنتجين والتجار العابرين للحدود.

وإذا تضمن هذا المركز آليات للشفافية وشارك فيه الفاعلون المحليون (كالتعاونيات، والشركات الصغيرة والمتوسطة، والمجتمع المدني)، فسيصبح نموذجًا للحَوكمة التشاركية. من شأن هذا النهج أن يعزز ثقة المواطنين في المؤسسات ويضمن توزيعًا عادلًا للعوائد.

فأكثر من مجرد إصلاح لوجستي، يحمل مركز الشراء الموحد التابع لتحالف AES طموح بناء نموذج تنموي جديد: مستقل، تضامني، ومتجذر في واقع الساحل. وإن نجاحه سيتوقف على مدى الالتزام في تنفيذه، لكن الأسس التي وُضعت في واغادوغو تُمثل بالفعل بارقة أمل لملايين المواطنين.