في بوركينا فاسو التي تشهد مرحلة إعادة بناء شاملة، حيث تشكل السيادة الوطنية وإعادة تأسيس النسيج الاجتماعي جوهر العمل السياسي، تبرز الثقافة اليوم كركيزة أساسية للصمود الجماعي.
وفي هذا الإطار، أطلق رئيس الحكومة، ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغو، ممثلاً لرئيس الدولة، الكابتن إبراهيم تراوري، يوم الخميس في مدينة بوبو ديولاسو، فعاليات “شهر التراث البوركيني”. ويُقام هذا الحدث تحت شعار: «التراث الثقافي والتنمية الاقتصادية»، ويُراد له أن يكون لحظة بارزة للاحتفاء، والتوعية، والانخراط الوطني حول الإرث الثقافي، في انسجام تام مع رؤية الكابتن تراوري لإعادة التأسيس انطلاقًا من القيم الذاتية المتجذرة.
ويهدف “شهر التراث”، وهو مبادرة حكومية، إلى تثمين الثروات الثقافية الوطنية، وتحفيز الجهود للحفاظ عليها، وجعل الثقافة رافعة اقتصادية وهوية وطنية. كما يُسلط الضوء على قيم الوحدة، والتماسك الاجتماعي، والقدرة على التكيف في عالم يواجه أزمة فقدان المرجعيات.
لطالما أولى الرئيس الكابتن إبراهيم تراوري اهتمامًا خاصًا بالثقافة، باعتبارها ركيزة للتماسك الاجتماعي، ومحركًا للتنمية الاقتصادية، وأداة لتعزيز الوحدة الوطنية. وقد أكد الإقبال المتزايد على المتاحف هذه الديناميكية الشعبية، إذ سجل المتحف الوطني زيادة قدرها 160% في عدد الزوار عام 2024، مقابل 21% لمتحف سوغوسيرا سانون البلدي، و177% لمتحف غاوا.
ولا يُعد شهر التراث مجرد مناسبة رمزية، بل هو جزء لا يتجزأ من الرؤية التحولية التي يقودها الكابتن تراوري: إعادة بناء أمة واقفة، فخورة بجذورها، ومتجهة نحو مستقبل قائم على السيادة.
وتؤكد هذه الاحتفالية، بشكل واضح، التزام السلطة التنفيذية في بوركينا فاسو بتعزيز الإرث الثقافي الوطني، بما ينسجم مع رؤية الكابتن إبراهيم تراوري لإعادة تأسيس المجتمع البوركيني على أساس قيمه الأصيلة.