تشهد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصعيدًا جديدًا. فقد ردّت بكين، يوم الجمعة 11 أبريل، على قرار واشنطن بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 145٪ على المنتجات الصينية، بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125٪ على المنتجات الأمريكية. وتُعدّ هذه النسبة ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بالمعدل السابق البالغ 84٪، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في التوترات الاقتصادية بين القوتين العالميتين.
وقد ندّدَت وزارة المالية الصينية، عبر لجنة الرسوم الجمركية التابعة لها، بالإجراءات الأمريكية ووصفتها بأنها “مخالفة للقوانين الاقتصادية” و”للعقل السليم”. كما وصفت بكين الحملة الأمريكية بأنها “مهزلة”، مشيرة إلى أن الرسوم الجديدة تجعل المنتجات الأمريكية “غير مقبولة” في السوق الصينية. وأعلنت الصين أنها “لن تكترث” لأي زيادات جديدة في الرسوم تقررها الإدارة الأمريكية.
وفي الوقت نفسه، كشف أحد وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن بكين قدّمت شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية (OMC)، للطعن في الإجراءات الأمريكية التي تعتبرها “تعسفية وأحادية الجانب”.
كما اتهمت وزارة التجارة الصينية واشنطن بأنها تتحمّل مسؤولية “صدمة شديدة” للاقتصاد العالمي، أثّرت على الأسواق المالية وأنظمة التجارة المتعددة الأطراف.
وفي ظل هذا التوتر المتصاعد، فاجأ دونالد ترامب الأسواق بإعلانه، يوم الأربعاء، تعليقًا مؤقتًا لمدة 90 يومًا للرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على معظم الدول، مع استثناء ملحوظ للصين، التي اتهمها بأنها لا تُظهر الاحترام الكافي للولايات المتحدة.
ولا تزال حالة عدم اليقين هذه تزعزع الأسواق المالية العالمية. ففي يوم الجمعة، سجلت بورصة طوكيو تراجعًا بنسبة 3.37٪، وانخفضت بورصة سيول بنسبة 0.64٪، بينما شهدت الأسواق الصينية انتعاشًا بعد بداية متعثرة، حيث سجّل مؤشر شنغهاي ارتفاعًا بنسبة 0.75٪. ويبدو أن المواجهة الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة لا تزال بعيدة عن نهايتها.
